بوتين يحدد القرم ودونباس محور المحادثات مع أمريكا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن القضايا الجوهرية التي يجب أن تُطرح على طاولة المحادثات مع الولايات المتحدة تتمثل في وضع شبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، مشددًا على أن أي مسار تفاوضي مستقبلي لا بد أن ينطلق من هذه النقاط باعتبارها أساس الصراع القائم منذ عام 2014.
وقال الرئيس الروسي إن بلاده لا تمانع في التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا في نهاية المطاف، لكنه شدد على أن هناك أطرافًا وصفها بأنها غربية تدفع كييف لمواصلة القتال "حتى آخر جندي أوكراني"، على حد تعبيره، مضيفًا: نحن مستعدون للتعامل مع كل السيناريوهات، لكن تحقيق السلام يتطلب واقعية سياسية من الجانب الآخر.
وفي تصريحات لافتة، أوضح بوتين أنه لا يرى جدوى من توقيع أي وثائق مع الحكومة الأوكرانية الحالية، لكنه أعلن استعداده لإجراء نقاشات جدية حول مقترحات السلام مع الوفد الأمريكي المتوقع وصوله إلى روسيا الأسبوع المقبل.
كما كشف أن وفدًا روسيًا ناقش خلال اجتماع سابق في العاصمة الإماراتية أبو ظبي مع الوفد الأوكراني ملف تبادل الأسرى، في مؤشر على استمرار الاتصالات غير العلنية بين الطرفين رغم التصعيد الميداني.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن مساحة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو داخل أوكرانيا آخذة في الاتساع شهريًا، لافتًا إلى أن العمليات العسكرية الروسية "تسير بسرعة على جميع الجبهات". وأضاف أن وقف القتال قد يكون ممكنًا فور انسحاب القوات الأوكرانية من كامل أراضي دونباس، وهو الشرط الذي تعتبره كييف "غير قابل للنقاش".
من جهة أخرى، شددت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي أن قبول أوكرانيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي "أمر مرفوض كليًا" من منظور موسكو، مؤكدة أن انضمام كييف إلى الناتو يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الروسي.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرّح في وقت سابق أن أي مفاوضات سلام محتملة مع كييف لا يمكن أن تتضمن السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف العسكري الغربي، مشددًا على ضرورة أن تبقى أوكرانيا "دولة محايدة" غير منتمية إلى أي تكتل عسكري.
وترى موسكو أن توسع الناتو شرقًا منذ تسعينيات القرن الماضي يمثّل انتهاكًا للتفاهمات الأمنية في أوروبا، وأن ضم كييف للتحالف سيُعد بمثابة "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه. وبحسب الكرملين، فإن مبدأ "لا أمن لطرف على حساب أمن طرف آخر" يجب أن يكون أساس أي ترتيبات أمنية مستقبلية في القارة الأوروبية.
وتأتي تصريحات بوتين بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، وتبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بشأن إفشال المبادرات الدولية الرامية للوصول إلى تهدئة أو إطلاق مفاوضات جديدة، في ظل دخول النزاع عامه الرابع وتزايد التعقيدات الإقليمية والدولية المرتبطة بالملف الأوكراني.