مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

“مهمة جينيسيس”.. ترمب يطلق سباقاً علمياً يعيد صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي والطاقة

نشر
الأمصار

أعلنت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب عن إطلاق مبادرة وطنية واسعة تحت اسم “مهمة جينيسيس”، في خطوة تعدّها الإدارة أكبر تعبئة للقدرات العلمية الفيدرالية منذ برنامج “أبولو” في ستينات القرن الماضي. 
ويأتي هذا التحرك بهدف إحداث تحول جذري في البحث والتطوير المرتبط بالذكاء الاصطناعي، مع تركيز خاص على خفض تكاليف الطاقة، التي باتت تمثل عبئاً متزايداً على المواطنين الأميركيين.

ترمب يطلق قريباً «مهمة جينيسيس» لتعزيز الذكاء الاصطناعي.. سباق جديد يتجاوز  مشروع مانهاتن | المشهد اليمني

المبادرة الجديدة تستند إلى سلسلة من الأوامر التنفيذية السابقة التي أصدرها ترمب بهدف توسيع ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز الابتكار في القطاع الخاص. 
وترى الإدارة أن تطوير أدوات علمية جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي سيضاعف إنتاجية المختبرات الفيدرالية، ويدعم التفوق الأميركي في الطاقة، ويمنح البلاد قدرات علمية غير مسبوقة خلال السنوات المقبلة.

منصة علمية هي الأكبر من نوعها

تتولى وزارة الطاقة قيادة “مهمة جينيسيس” عبر منظومة مختبراتها الوطنية السبعة عشر التي يعمل فيها نحو أربعين ألف عالم ومهندس وخبير تقني. 
وتقوم الفكرة الأساسية للمبادرة على بناء منصة علمية هي الأكثر تعقيداً وقدرة في العالم، تعمل بتكامل بين الحوسبة الفائقة، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الكمومية، ومعدات البحث المتقدمة.

ووفق وزارة الطاقة، ستوفر هذه المنصة أدوات تسمح للعلماء بتسريع التجارب، وتوليد نماذج تنبؤية متقدمة، وإجراء عمليات محاكاة على مستوى لم يتحقق من قبل.

 وتختلف المنصة عن النماذج التجارية للذكاء الاصطناعي لأنها تعتمد على بيانات علمية حكومية آمنة ومتنوعة تراكمت على مدى عقود.

أهداف وطنية تقود المشروع

تسعى “مهمة جينيسيس” إلى معالجة ثلاثة تحديات كبرى تمثل أولوية للولايات المتحدة في المرحلة الراهنة.

التحدي الأول يتعلق بضمان التفوق الأميركي في مجال الطاقة، سواء عبر تطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، أو تحديث البنية الكهربائية الوطنية باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن توفير طاقة منخفضة التكلفة ومستقرة للأميركيين.

أما التحدي الثاني فيركز على تسريع الاكتشاف العلمي، خصوصاً في المجالات التي تتطلب قدرات حوسبة فائقة، مثل أبحاث الكمّ والمواد المتقدمة. 

وتأمل الإدارة في أن يؤسس المشروع لبيئة علمية جديدة تدعم صناعات المستقبل لعقود مقبلة.

أما التحدي الثالث فيتعلق بتعزيز الأمن القومي، من خلال تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة للاستخدامات الدفاعية، وضمان سلامة المخزون النووي الأميركي، وتسريع إنتاج المواد الحيوية المرتبطة بالتقنيات الاستراتيجية.

وأكد مدير الإدارة الوطنية للأمن النووي أن هذا المشروع سيمنح الولايات المتحدة فرصة تاريخية لتعزيز تفوقها العسكري والعلمي، وأنه يشكل فصلاً جديداً في قيادة أميركا للتكنولوجيا المتقدمة.

مهمة جينيسيس".. خطة ترمب لترسيخ هيمنة الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي  - الشرق تايمز

تسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الأميركيين

تشدد الإدارة الأميركية على أن الهدف النهائي للمبادرة هو تحسين حياة المواطنين، سواء عبر خفض أسعار الطاقة، أو خلق فرص عمل جديدة، أو دعم الابتكار الصناعي. 
ويرى المسؤولون أن تسريع التجارب العلمية باستخدام الذكاء الاصطناعي قد يقلص سنوات من البحث إلى أيام أو ساعات، ما يفتح الباب أمام اكتشافات طبية وعلمية لم تكن متاحة سابقاً.

وتشير تصريحات مسؤولي البيت الأبيض إلى أن المشروع سيُحدث نقلة نوعية في أبحاث مثل طي البروتين وتفاعلات بلازما الاندماج، وهي المجالات التي كانت تتطلب جهوداً ضخمة ووقتاً طويلاً باستخدام الأساليب التقليدية.

ترمب يطلق أكبر حشد للموارد العلمية منذ «أبولو» لتعزيز الذكاء الاصطناعي

شراكات مع شركات التكنولوجيا

وترافق إطلاق المبادرة مع الإعلان عن شراكات جديدة بين الحكومة الأميركية وعدد من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك “إنفيديا” و”ديل”. وتهدف هذه الشراكات إلى ضمان تطوير بنية تحتية قادرة على دعم طموحات “مهمة جينيسيس”، وإلى إشراك القطاع الخاص في الجهد الوطني الجاري لتعزيز ريادة الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي.

تقدم “مهمة جينيسيس” رؤية واسعة لمرحلة جديدة من الابتكار الأميركي، تعتمد على تسخير القدرات العلمية والحوسبية لتحقيق تقدم سريع في مجالات الطاقة والأمن القومي والاكتشاف العلمي.

 وتطرح هذه المبادرة إطاراً لطموح استراتيجي كبير في عهد ترمب، يقوم على إعادة توظيف القوة العلمية الأميركية وتوجيهها نحو تسريع التطورات التكنولوجية وضمان التفوق الأميركي في عصر الذكاء الاصطناعي.