الإماراتية "إيدج" تركز على الدفاع الجوي لمواجهة الطائرات المسيّرة

أعلنت شركة إيدج غروب الإماراتية، أكبر مصنع أسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن تطوير نظام دفاع جوي بات أولوية استراتيجية لها، في مؤشر على زيادة القلق من تهديدات الطائرات المسيّرة في المنطقة. 

المشروع الجديد يحمل اسم "سكاي نايت" (SkyKnight)، ومن المتوقع أن يصبح جاهزًا للتشغيل العام المقبل، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة حمد المرر.

يُزود نظام "سكاي نايت" بصواريخ موجهة بالرادار بمدى يصل إلى 10 كيلومترات، ما يجعله فعالًا في التصدي لأسراب الطائرات المسيّرة الصغيرة. 

وأكد المرر أن التهديد المستمر من الطائرات المسيّرة كان عاملاً رئيسيًا في توجيه الشركة نحو الاستثمار في هذا المجال، ضمن جهودها لتأمين الدفاعات المحلية والإقليمية.

تسعى الإمارات من خلال شركة إيدج إلى توسيع القدرات الدفاعية المحلية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة مثل هجمات الحوثيين والنزاعات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، ما دفع الدولة إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي بمليارات الدولارات.

هذا الشهر، أبرمت "إيدج" مشروعًا مشتركًا لتطوير الطائرات المسيّرة مع الشركة الأميركية أندريل إندستريز، بالإضافة إلى توقيع شراكة دفاعية بقيمة 7 مليارات دولار مع شركة ريبوبلي كورب الإندونيسية. كما تحتفظ الشركة باستثمارات استراتيجية في شركات عالمية متخصصة مثل سيات البرازيلية المتخصصة في الأسلحة الذكية، وميلريم روبوتيكس الإستونية التي تزود أوكرانيا بمركبات قتالية ذاتية القيادة.

أوضح المرر أن إيرادات "إيدج" السنوية تتجاوز 5 مليارات دولار، مع عقود تصدير تشمل زوارق صواريخ "فلاج 3" للكويت، إلى جانب الأسلحة الخفيفة والمركبات المدرعة لعدة دول منها السعودية، إندونيسيا، الجزائر والسودان. 

وأكد أن الشركة تسعى لتوسيع صادراتها بشكل أكبر، مشيرًا إلى أهمية القدرة على المنافسة والوفاء بالتسليم لضمان نجاح الصفقات.

يشكل هذا التوجه نحو تطوير وتصدير الصناعات الدفاعية تحولًا استراتيجيًا للإمارات، التي اعتمدت تاريخيًا على الاستيراد. وأشارت ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إلى أن هذا التحول يعكس قناعة الإمارات بأن الاستقلالية الاستراتيجية تبدأ من القدرة على تصميم وتصنيع ونشر الأنظمة الدفاعية داخليًا، دون الاعتماد على مصادر خارجية أو التعرض لاضطرابات سلاسل الإمداد العالمية.

ويشغل "إيدج" أكثر من 15 ألف موظف، وتعمل الشركة في أكثر من 100 دولة، مما يعكس الطموح الإماراتي لتعزيز مكانتها كقوة صناعية وعسكرية إقليمية، قادرة على المنافسة عالميًا وتلبية الاحتياجات الأمنية المحلية والإقليمية بفعالية عالية.