مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إسرائيل تستعد لرفع الأنقاض في رفح بضغوط أمريكية

نشر
الأمصار

يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لبدء عملية واسعة في مدينة رفح الفلسطينية تشمل إدخال معدات هندسية ثقيلة لرفع الأنقاض، وذلك بحسب ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مصدر مسؤول داخل دولة إسرائيل. 

وتأتي هذه الخطوة في إطار تحركات توصف بأنها نتيجة لـ"ضغوط أمريكية مباشرة" على الحكومة الإسرائيلية للمضي في تنفيذ المرحلة التالية من اتفاق شرم الشيخ الذي جرى التوصل إليه مؤخراً برعاية واشنطن وعدد من الأطراف الإقليمية.

وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن العملية تهدف بشكل أساسي إلى إزالة الركام المتراكم في عدة مناطق داخل رفح نتيجة الضربات العسكرية والاشتباكات السابقة، بما يسمح بإقامة منطقة إنسانية جديدة قابلة لاستقبال آلاف الفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من مناطق أخرى ضمن الترتيبات المتفق عليها في إطار المرحلة المقبلة من الاتفاق.

ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإن إدخال المعدات الثقيلةالتي تشمل جرافات عملاقة، ناقلات متعددة المهام، ومعدات هندسية متخصصةيأتي ضمن خطة ميدانية أوسع وضعها الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع القيادة السياسية، وبمتابعة مباشرة من الإدارة الأمريكية التي تضغط لتسريع خطوات "تهيئة الأرضية" قبل الانتقال للمرحلة التالية من الاتفاق.

وأوضح المصدر أن العملية ليست مجرد أعمال رفع أنقاض، بل جزء من سلسلة إجراءات تهدف إلى تسهيل تحركات القوات الإسرائيلية لاحقاً في المناطق الحدودية والداخلية لرفح، لضمان الوصول السريع إلى النقاط التي تراها القيادة العسكرية حساسة أو ذات أهمية استراتيجية.

كما تشمل التحركات تعزيز خطوط الإمداد العسكرية، وإعادة تقييم الأوضاع الميدانية وتوزيع الوحدات القتالية والهندسية، بالإضافة إلى عمليات مسح ميداني لتحديد مواقع يمكن تحويلها إلى نقاط تجمع أو ممرات آمنة خلال أي عمليات مستقبلية.

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الجيش يعمل على تقييم "المخاطر المتبقية" في المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة خلال الأشهر السابقة، حيث ما تزال بعض الأبنية المدمرة تشكل تهديدات محتملة بسبب الهياكل غير المستقرة أو وجود مخلفات حربية غير منفجرة.

وبحسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، فإن هذه الخطوة تأتي استجابة لضغوط واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تضغط على الحكومة الإسرائيلية لتفعيل بنود المرحلة التالية من اتفاق شرم الشيخ، خصوصاً البنود المتعلقة بالترتيبات الإنسانية وتسهيل حركة المدنيين.

وترى واشنطن بحسب مصادر إسرائيليةأن إزالة الأنقاض في رفح ستسمح بإنشاء مناطق آمنة يمكن للمنظمات الإنسانية العمل فيها بشكل أكثر فاعلية، كما ستوفر بيئة مناسبة لإطلاق برامج دعم عاجلة للفلسطينيين.

وتؤكد القيادة العسكرية في دولة إسرائيل أنها تواصل تقييم الوضع على الأرض بشكل مستمر، سواء من الناحية الأمنية أو الإنسانية، لضمان تحقيق توازن بين ما تصفه بـ"ضرورات الميدان" وبين الالتزامات الدولية المفروضة عليها بموجب الاتفاقات السياسية.

وتشير المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يعكف خلال الأيام المقبلة على اتخاذ خطوات إضافية مرتبطة بالبنية التحتية داخل رفح، بما في ذلك توسيع بعض الطرق الترابية، وتجهيز مسارات بديلة لدخول وخروج المعدات الثقيلة.

ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه ملف رفح تدقيقاً دولياً واسعاً، في ظل التحذيرات المتواصلة من المنظمات الدولية بشأن الوضع الإنساني في جنوب قطاع غزة، مقابل ضغوط أمريكية وإقليمية لإعادة ترتيب المشهد وفق ما ينص عليه اتفاق شرم الشيخ.