السودان.. عبد الفتاح البرهان يرفض الرباعية بوجود الإمارات
في اجتماع موسع مع كبار ضباط القوات المسلحة، أطلق رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تصريحات قوية هاجم فيها مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مسعد بولس، معتبراً أن ما يروجه حول سيطرة تنظيم الإخوان المسلمين على الجيش السوداني مجرد سردية مرفوضة.
البرهان شدد على أن ما يُعرف بـ”الرباعية” الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) لا يمكن اعتبارها جهة محايدة أو مبرئة للذمة في ظل وجود الإمارات ضمنها، مؤكداً أن الدور السعودي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يمثل بارقة أمل تمنح السودان فرصة لتجنب الدمار عبر مبادرات السلام.
كما أعلن البرهان عن شروط حاسمة لوقف إطلاق النار، موضحاً أن موقف السودان من “معركة الكرامة” والمبادرة السعودية يستند إلى حماية الدولة ووحدة الجيش، وعدم القبول بأي حلول تنتقص من السيادة الوطنية أو تفتح الباب أمام مزيد من الانقسام.
لقاء سيادي يمهد لتغييرات حكومية ودستورية مرتقبة في السودان
كشفت مصادر مطلعة عن لقاء غير معلن جمع مندوباً من مجلس السيادة ورئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، حيث جرى خلاله تجديد الثقة في رئيس الوزراء من جانب المجلس، في خطوة اعتُبرت تمهيداً لتغييرات حكومية ودستورية مرتقبة.
وبحسب المصادر، فإن اللقاء شهد توافقاً على إجراء تعديلات دستورية جزئية إلى جانب تغييرات في بعض الحقائب الوزارية، مع طرح مقترحات بدمج وزارات ذات مهام متقاربة مثل الزراعة والري والثروة الحيوانية، فضلاً عن التوجه نحو إلغاء مهام المستشارين لتقليص الهياكل الإدارية.
كما ينتظر أن يشمل المسار الجديد تقييماً شاملاً لأداء ولاة الولايات، مع وجود مقترحات لتشكيل مجلس تشريعي قومي ومجلس خاص بصياغة الدستور، في إطار إعادة ترتيب المشهد السياسي والمؤسسي بما يواكب المرحلة الراهنة.
دنقلا على صفيح ساخن… قوات كردون تبسط سيطرتها شمال السودان بعد انتهاء المهلة
في خطوة تعكس تصعيداً أمنياً لاحتواء التوترات الأخيرة، فرضت قوات الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة قوات “كردون” على منطقة ألبان جديد وفق شهود عيان فرضت السلطات طوقاً أمنياً واسعاً على منطقة ألبان جديد بمدينة دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، معلنة السيطرة الكاملة وضبط عدد كبير من المتفلتين والأسلحة بمختلف أنواعها.
جاءت هذه الإجراءات بعد انتهاء المهلة التي حددتها لجنة أمن الولاية لكتيبة الاستطلاع المعروفة بـ«أولاد قمري»، والتي بلغت 48 ساعة لتسليم أسلحتها والتوجه إلى نقاط الارتكاز ومقار الجيش. المهلة جاءت عقب اشتباكات شهدتها المدينة وأسفرت عن سقوط ضحايا وإصابة قائد الكتيبة الذي نُقل إلى المستشفى بعد رفضه الانصياع لتعليمات القوات المسلحة. وكانت لجنة الأمن قد دعت المواطنين إلى التبليغ الفوري عن أي مظاهر انفلات أمني، كما ناشدت أفراد الكتيبة بضرورة تسليم ما بحوزتهم من مركبات وأسلحة خلال الفترة المحددة.
أكد مدير شرطة الولاية ومقرر لجنة الأمن اللواء شرطة حقوقي محمد علي الحسن الكودابي أن القوات المسلحة تعاملت مع المجموعة المستهدفة بمهنية عالية واحترافية، مشيراً إلى استلام معظم عربات الكتيبة بمختلف أنواعها، إضافة إلى الأسلحة الثقيلة والشخصية بواسطة قطاع دنقلا العملياتي. وأوضح أن هذه الإجراءات جاءت في إطار إعادة الانضباط وفرض السيطرة الكاملة على المدينة بعد الأحداث الأخيرة.