مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بين ضغوط ترامب وتقدم موسكو.. أوروبا تدخل مرحلة أمنية جديدة بحثًا عن توازن القوة

نشر
الأمصار

تشهد الساحة الدولية تحولًا جوهريًا في موازين القوى، مع تزايد التوترات في الحرب الروسية الأوكرانية وتبدّل مواقف اللاعبين الدوليين الرئيسيين، خصوصًا الولايات المتحدة وأوروبا. 

أوروبا تعيد رسم استراتيجيتها الأمنية

ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، دخلت العلاقات الأمريكية–الأوروبية مرحلة جديدة تتسم بالقلق وعدم اليقين، في حين تبذل أوروبا جهودًا غير مسبوقة لبناء قدرة دفاعية مستقلة والتعامل مع روسيا بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على واشنطن.

 في هذا السياق، تتصاعد الضغوط على كييف، بينما يسعى الكرملين لاستغلال اللحظة لتحقيق مكاسب استراتيجية أوسع.

تبحث أوروبا اليوم عن آليات جديدة للتعامل مع روسيا دون الاعتماد الكامل على الدعم الأمريكي، في ظل مؤشرات متصاعدة على تغيّر السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة. 

ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه ملف الحرب الروسية الأوكرانية ضغوطًا أمريكية مباشرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

فقد أكد مصدر مطلع أن ترامب أبلغ قادة أوروبا بأن زيلينسكي سيواجه "شروطًا أسوأ" خلال الفترة المقبلة إذا لم يوافق على المقترحات المطروحة ضمن الخطة الأمريكية لوقف الحرب. 

ووضع ترامب الأمر في سياق يوحي بأن الرفض قد يقود إلى "نهاية العالم"، في تعبير يعكس نمط الرئيس الأمريكي القائم على المفاوضة الحادة والتعامل مع الأطراف باعتبارهم خصومًا أو شركاء في صفقة يديرها بنفسه.

وأوضح المصدر أن الخطة التي يطرحها ترامب هي ذاتها التي سبق عرضها ورفضها زيلينسكي، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يواصل الضغط بوتيرة متسارعة رغم إدراكه عواقب هذا النهج. 

وأضاف أن الوضع الحالي يختلف جذريًا عن السابق، إذ لم يعد زيلينسكي في مواجهة منفردة، بل تحظى أوكرانيا اليوم بدعم أوروبي أكبر وأكثر تأثيرًا.

وفي السياق ذاته، أشار المصدر إلى أن أوروبا تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية وتحقيق استقلالية أمنية متزايدة، مع سعي العواصم الأوروبية إلى صياغة سياسة موحدة لمواجهة روسيا بعيدًا عن الارتكاز التقليدي على الموقف الأمريكي.

 ووفق التحليلات الأوروبية، فإن القارة لم تعد تنظر إلى السلم بوصفه نتيجة طبيعية للازدهار، بل بات الأمن هو الطريق إلى السلم، ما يفسر دخول أوروبا في مرحلة إعادة تسليح وتنظيم دفاعي شامل.

وفي ما يتعلق بالدعم الأمريكي، أوضح المصدر أن منظومات الدفاع الجوي التي تحصل عليها أوكرانيا من واشنطن لا يمكن تعويضها حاليًا، نظرًا لما تتمتع به من قدرات عالية رغم قابليتها للاختراق. 

كما أشار إلى أن الدعم الأمريكي لكييف لا يتوقف عند حد التسليح، بل يشمل أيضًا قدرات استخباراتية متقدمة تمثل عنصرًا حاسمًا في سير العمليات العسكرية على الأرض.

وأضاف أن أوروبا أصبحت أكثر حضورًا وتأثيرًا في إدارة الحرب، وتتبنى مبدأ “لا حرب داخل إطار الديمقراطيات”، مؤكدة رغبتها في تجميد النزاع ووقف الحرب لاستعادة قوة أوكرانيا ومنع موسكو من توسيع نفوذها.

وفي المقابل، يرى المتابعون أن القدرات العسكرية والنووية الروسية تشكّل ورقة قوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسعى –وفق التقديرات– إلى استغلال وجود ترامب في البيت الأبيض لتنفيذ أهدافه الاستراتيجية في هذه الحرب. وتشير التقييمات الأوروبية إلى أن موسكو ترى في هذا التوقيت فرصة لتعزيز مكاسبها الميدانية والسياسية قبل تشكّل منظومة أمنية أوروبية جديدة.