الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على عبد الرحيم دقلو في السودان
أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، فرض عقوبات مباشرة على عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع السودانية، وذلك في خطوة تهدف إلى الضغط على قيادات الميليشيا في ظل تصاعد الانتهاكات الخطيرة في السودان واستمرار الصراع الدامي منذ عام 2023.
أكدت مفوضة السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن بروكسل قررت رسمياً إدراج عبد الرحيم دقلو على قائمة العقوبات الأوروبية، لتشمل حظر السفر إلى دول الاتحاد و تجميد أي أصول مالية يمتلكها داخل أوروبا.
ويأتي هذا القرار بعد تسريبات نقلتها وكالة رويترز عن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين، أوضحوا أن الاتحاد استقر على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد القيادات المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
يعيش السودان منذ عام 2023 في حالة حرب مفتوحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد معركة على السلطة تفجرت بين الطرفين وامتدت إلى مختلف الولايات.
وأثار استيلاء قوات الدعم السريع مؤخراً على مدينة الفاشر، إحدى أكبر مدن إقليم دارفور، قلقاً واسعاً في الأوساط الدولية، خاصة بعد ورود شهادات من سكان محليين تحدثوا عن عمليات قتل في الشوارع، و غارات بطائرات مسيرة، و دهس المدنيين بالشاحنات وفقاً لشهود نقلت عنهم رويترز.
وصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، في وقت تتراجع فيه ميزانيات المساعدات الدولية بشكل غير مسبوق.
وتقول منظمات أممية إن الملايين يواجهون خطر المجاعة، فيما خرجت مدن كاملة عن السيطرة، وانتشرت عمليات النزوح إلى مستويات كارثية.
قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن فرنسا ملتزمة تماماً بدعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار ومحاسبة مرتكبي الجرائم، مشيراً إلى أن باريس تدعم استخدام جميع الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، بما فيها العقوبات الأوروبية.
كما أكد مصدر أوروبي رفيع أن هناك إجماعاً داخل دول الاتحاد على شمول عبد الرحيم دقلو بقائمة العقوبات، باعتباره أحد أبرز الشخصيات العسكرية المسؤولة عن تدهور الوضع الميداني.
وفي لندن، صرّحت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن المملكة المتحدة تعمل على فرض عقوبات إضافية مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، مطالبة بضرورة الإسراع في الوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز، قال أحد قادة الدعم السريع إن التحقيقات الداخلية ما تزال جارية، مؤكداً أن أي عنصر يثبت تورطه في انتهاكات سيتم محاسبته، دون الإشارة إلى تفاصيل إضافية حول الإجراءات أو مدى استقلاليتها.
تحركات أمريكية لوقف الحرب
وفي سياق متصل، تواصل الولايات المتحدة عبر مبعوثيها ومسؤوليها – بينهم مستشار ترامب للشؤون الإفريقية والعربية – الدفع نحو هدنة شاملة وإنسانية في السودان، بالتنسيق مع شركائها الإقليميين والدوليين، خصوصاً عقب تزايد التحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية.
