ترامب يوافق على خطة من 28 بندًا لإنهاء حرب أوكرانيا
أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض الأميركي، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق رسميًا على خطة مكوّنة من 28 بنداً تهدف إلى وضع حد للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022. ونقلت شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية عن المسؤول قوله إن الخطة تمثل «المقترح الأكثر شمولاً» الذي تقدمه إدارة ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، غير أن الشبكة أشارت إلى عدم وجود ما يدل حتى الآن على موافقة الحكومة الأوكرانية على هذه المبادرة.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الخطة تتضمن تجميد خطوط القتال الحالية، بما يعني بقاء القوات الروسية مسيطرة على مساحات واسعة من شرق أوكرانيا، وهو ما يتوقع أن يثير جدلاً واسعاً داخل كييف، حيث تؤكد القيادة الأوكرانية رفضها «مكافأة العدوان» أو الاعتراف بالأوضاع التي فرضتها روسيا بقوة السلاح.
وفي مقابلة مع موقع «أكسيوس»، كشف كيريل دميترييف، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه عمل مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على إعداد خطة السلام خلال زيارة إلى مدينة ميامي الأمريكية الشهر الماضي. وتأتي هذه التحركات بعد أيام فقط من فرض إدارة ترامب عقوبات مشددة على صادرات النفط والغاز الروسية في أكتوبر الماضي.
وأوضح مسؤول أميركي مطّلع على النقاشات أن ويتكوف كان يعمل «بهدوء» على الخطة طوال شهر تقريباً، عبر التواصل مع الجانبين الروسي والأوكراني بهدف أخذ ملاحظاتهم وتعديل البنود بما يناسب الأطراف المختلفة، رغم التباينات الكبيرة في المواقف.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات الأربعاء، أن بلاده تريد السلام، لكنه شدد على أن «إنهاء الحرب لا يمكن أن يتم عبر تقديم مكافأة لمن بدأها». ويعكس هذا التصريح استمرار موقف كييف الرافض لأي تسوية على حساب وحدة الأراضي الأوكرانية.
أما من جانب واشنطن، فقال ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، إنه لا يستطيع الإفصاح عن تفاصيل إضافية بشأن الخطة، لكنه أكد أن حل الحرب الروسية الأوكرانية يبقى في صدارة أولويات السياسة الخارجية للرئيس ترامب.

وتزامن الكشف عن الخطة الأميركية مع زيارة وفد عسكري رفيع بقيادة وزير الجيش الأميركي إلى العاصمة الأوكرانية كييف هذا الأسبوع، وذلك بعد موافقة الولايات المتحدة على حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار لتحديث منظومة صواريخ «باتريوت» الدفاعية.
ورغم الحراك الدبلوماسي، تواصل روسيا ضرباتها الصاروخية على المدن الأوكرانية. فقد أعلنت السلطات في مدينة تيرنوبل غربي البلاد أن حصيلة ضربة روسية استهدفت مبنى سكنياً يوم الأربعاء ارتفعت إلى 26 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال، فيما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
ووفقاً للسلطات المحلية، اشتعلت النيران في الشقق السكنية بعد انفجار الصواريخ، ما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 19 شخصاً حرقاً داخل منازلهم، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ أسابيع.
تأتي المبادرة الأميركية الجديدة في ظل وضع ميداني معقد، حيث تواصل القوات الروسية تعزيز وجودها في الشرق والجنوب، فيما تحاول القوات الأوكرانية الدفاع عن المدن والبنية التحتية الحيوية وسط تراجع الدعم الدولي مقارنة بالعامين الأولين للحرب.
وبينما تترقب العواصم الغربية رد كييف وموسكو على خطة النقاط الـ28، يرى مراقبون أن نجاحها يتوقف على مدى قبول أوكرانيا بتجميد خطوط الجبهة، وهو ما يمثل العقبة الأكبر أمام تقدم أي مسار تفاوضي في الوقت الراهن.