مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ترامب يوافق على خطة شاملة لوقف الحرب الأوكرانية الروسية

نشر
الأمصار

في تطور سياسي بارز يعيد تحريك المياه الراكدة في الأزمة الأوكرانية الروسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقته الرسمية على خطة متكاملة من 28 نقطة تهدف إلى وضع حد نهائي للحرب المستمرة منذ فبراير 2022. 

وتعد هذه الخطة، التي جاءت نتيجة مشاورات موسعة بين واشنطن وعدد من الشركاء الدوليين، إحدى أكثر المبادرات تفصيلاً منذ اندلاع النزاع، وتشمل إجراءات أمنية وسياسية واقتصادية لضمان استدامة السلام وعدم عودة الأعمال القتالية.

وبحسب مصادر في الإدارة الأمريكية، فإن الرئيس ترامب شدد خلال اجتماع مغلق مع كبار مستشاريه على ضرورة “إنهاء الحرب بشكل مسؤول يحفظ الأمن الأوروبي ويمنع انهيار التوازن الدولي”. 

وأوضحت المصادر أن الخطة تمثل رؤية أمريكية جديدة تعتمد على “الضغط الدبلوماسي المتوازن” على كل من موسكو وكييف، إلى جانب ضمانات أمنية متعددة الأطراف تشارك فيها دول أوروبية وآسيوية.

تقضي الخطة التي وافق عليها ترامب بعدة بنود جوهرية، من أبرزها:

وقف شامل وفوري لإطلاق النار تحت إشراف دولي.

تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين من وزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الخارجية الأوكرانية، ووزارة الخارجية الروسية لمتابعة تنفيذ الإجراءات الميدانية.

انسحاب تدريجي للقوات من بعض خطوط التماس، مع إعادة انتشار تحت رقابة الأمم المتحدة.

إطلاق حوار مباشر بين موسكو وكييف بشأن الملفات الحدودية، مع تقديم تسهيلات من الاتحاد الأوروبي.

حزمة دعم اقتصادية ضخمة لإعادة إعمار المناطق المتضررة، تشارك فيها وزارة المالية الألمانية ووزارة المالية اليابانية.

ضمانات أمنية طويلة المدى تقدمها دول حليفة، من بينها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ووزارة الدفاع البريطانية.

 

رحبت عدة عواصم عالمية بهذه المبادرة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية دعمها لأي مسار سياسي ينهي الحرب ويمنع امتدادها إلى حدود أوروبا الشرقية. كما أعربت وزارة الخارجية الكندية عن استعدادها للمساهمة في مراقبة الهدنة وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة.

على الجانب الآخر، التزمت روسيا الصمت الرسمي حتى اللحظة، فيما أكد مسؤول في الكرملين لوسائل إعلام دولية أنّ موسكو “ستدرس تفاصيل الخطة قبل إصدار موقف نهائي”. أما في كييف، فقد أكد متحدث باسم الحكومة الأوكرانية أن أي خطة سلام يجب أن “تحترم سيادة أوكرانيا وتضمن انسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة”.

يرى مراقبون دوليون أن موافقة ترامب على الخطة قد تشكل نقطة تحول حقيقية، خاصة في ظل التعثر الذي أصاب الجهود الدبلوماسية خلال العامين الماضيين. كما أن شمول الخطة 28 بنداً يعكس رغبة أمريكية في معالجة جذور الأزمة، وليس فقط وقف القتال بشكل مؤقت.

وبينما ينتظر العالم رد موسكو وكييف، يتجه التركيز الآن إلى قدرة واشنطن على جمع الأطراف حول طاولة المفاوضات، خصوصاً أن الحرب أثرت على سلاسل الإمداد العالمية ورفعت من معدلات التضخم في عديد من الدول، من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.

وبذلك تتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى ما إذا كانت هذه الخطة ستكون بداية نهاية واحدة من أقسى الحروب التي شهدتها أوروبا في القرن الحادي والعشرين، أم أنها ستضاف إلى قائمة المبادرات التي لم ترَ النور.