سوريا تدين زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة جنوبي البلاد
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بأشد العبارات، اليوم الأربعاء، زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمنطقة العازلة جنوبي الجمهورية العربية السورية، معتبرةً أن هذه الزيارة غير شرعية وتشكل انتهاكًا خطيرًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وجاء في بيان رسمي للوزارة أن هذه الزيارة تمثل محاولة جديدة لفرض واقع ميداني يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وأنها تندرج ضمن السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تكريس عدوان الاحتلال واستمراره في انتهاك الأراضي السورية. وأكدت الوزارة على بطلان جميع الإجراءات التي يتخذها الاحتلال في الجنوب السوري، وعدم تأثيرها قانونيًا وفق القانون الدولي، مطالبة المجتمع الدولي بـالقيام بمسؤولياته للضغط على إسرائيل وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية، والعودة إلى اتفاقية فض النزاع لعام 1974.

واستهل نتنياهو زيارته للمنطقة العازلة برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير الخارجية جدعون ساعر، بالإضافة إلى عدد من كبار مسؤولي الاحتلال، من بينهم رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام ديفيد زيني، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي غيل رايخ، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر، وقائد المنطقة الشمالية رافي ميلو، وقائد اللواء 210 العميد يائير بلاي.
وخلال الزيارة، شدد نتنياهو على أن إسرائيل تولي أهمية قصوى لقدراتها الدفاعية والهجومية في المنطقة العازلة، مؤكدًا أنها تهدف إلى حماية حلفائها الدروز وتأمين حدود إسرائيل الشمالية المقابلة لهضبة الجولان. وأضاف أن هذه المهمة قد تتطور في أي لحظة حسب الظروف الميدانية، لكنه أبدى ثقته بالقدرة على مواجهة أي تهديدات محتملة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق توتّر مستمر بين سوريا وإسرائيل في المناطق الجنوبية، حيث تشدد دمشق على ضرورة انسحاب الاحتلال من أراضيها واحترام الاتفاقيات الدولية، بينما تواصل إسرائيل تعزيز مواقعها العسكرية في المنطقة العازلة، بما تعتبره حماية لأمنها الوطني وحلفائها المحليين.
ويؤكد مراقبون أن زيارة نتنياهو تأتي كخطوة رمزية وعسكرية في الوقت ذاته، لتأكيد الحضور الإسرائيلي في جنوب سوريا، بينما تواصل الحكومة السورية مطالبها الدولية بفرض سيادة الدولة ووقف أي اعتداءات على أراضيها، وسط دعوات للأمم المتحدة للاضطلاع بدورها في إحلال السلام والحفاظ على اتفاقية فض النزاع لعام 1974.