مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

وثائق تكشف.. الولايات المتحدة تخطط لتقسيم غزة لمنطقة حمراء وأخرى خضراء

نشر
الأمصار

وسط دمار غزة المستمر بعد عامين من الحرب، تكشف وثائق أمريكية سرًّا خططًا مثيرة للجدل: تقسيم القطاع إلى منطقتين، واحدة "خضراء" تعج بوعود إعادة الإعمار تحت السيطرة العسكرية، وأخرى "حمراء" تُترك في أنقاضها، ما يطرح علامات استفهام حول مستقبل الملايين من الفلسطينيين والتزام واشنطن بحل سياسي دائم.

 

كشفت وثائق تخطيط عسكري أمريكي ومسؤولون مطلعون عن خطط لواشنطن لتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين، يصفهما المخططون بـ"الخضراء" و"الحمراء"، في خطوة مثيرة للجدل قد تعيد تشكيل المشهد الإنساني والسياسي في القطاع.

 

 ووفقًا للوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الجارديان، ستوضع المنطقة "الخضراء" تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية والدولية، على أن تبدأ فيها عمليات إعادة الإعمار، بينما تُترك المنطقة "الحمراء" في حالة دمار وأنقاض.

 

وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته: "من الناحية المثالية، كنت تريد جعلها كلها كاملة، لكن هذا طموح. سيستغرق الأمر بعض الوقت".

 

وتشير الوثائق إلى أن القوات الأجنبية ستنتشر إلى جانب الجنود الإسرائيليين في شرق غزة، لتقسيم القطاع وفق "الخط الأصفر" الذي تسيطر عليه إسرائيل حاليًا.

 

وقد شهدت خطط إدارة الولايات المتحدة تغيرات متسارعة خلال الأسابيع الماضية، بعد أن تم التخلي عن مقترحات سابقة لإنشاء "مجتمعات آمنة بديلة" على شكل مخيمات مسيجة لمجموعات صغيرة من الفلسطينيين. وأوضح المسؤول الأمريكي أن هذه الخطط السابقة كانت مجرد "لقطة لمفهوم تم طرحه في وقت معين" وأنها لم تعد مطروحة الآن.

 

ويشكل إنشاء قوة تثبيت دولية حجر الزاوية في خطة مكونة من 20 نقطة، تأمل واشنطن في تمرير مشروع قرار لمجلس الأمن يمنحها تفويضًا رسميًا. ومع ذلك، استبعدت إدارة ترامب إرسال جنود أمريكيين على الأرض أو تمويل إعادة الإعمار، ما يعكس محدودية الدور الأمريكي المباشر في التنفيذ.

 

وتواجه الخطط الأمريكية عقبات كبيرة، إذ وصف مصدر دبلوماسي الخطط الأولية لنشر قوات أوروبية بأنها "وهمية"، مع إشارة إلى أن إيطاليا فقط عرضت مساهمة محتملة، بينما استبعد الأردن إرسال قوات رغم إدراجه كمساهم محتمل.

 

وحذر خبراء من أن استمرار الوضع الحالي قد يدفع غزة إلى الانزلاق إلى "وضع ليس حربًا ولا سلامًا"، مع استمرار إسرائيل في الحد من شحنات المساعدات الأساسية، بينما يعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني بدون مواد مأوى طارئة، ويتكدس أكثر من مليوني شخص في المنطقة "الحمراء".

 

ويثير النموذج المقترح مقارنات مع تجارب الولايات المتحدة السابقة في العراق وأفغانستان، حيث أصبحت "المناطق الخضراء" رمزًا للإخفاق العسكري والإنساني. كما أثارت فكرة استخدام المساعدات لإغراء السكان للانتقال إلى المنطقة "الخضراء" انتقادات واسعة باعتبارها تعيد إنتاج سياسات أمريكية مثيرة للجدل.

 

تأتي هذه التطورات في وقت حساس يشهد قطاع غزة تداعيات الحرب المستمرة، وتطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل السكان الفلسطينيين، وإمكانية تحقيق أي حل سياسي دائم في ظل السيطرة العسكرية والضغوط الدولية المتزايدة.