واشنطن تحذر: لا مهل في السودان والهدنة مدخل للحوار السياسي

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان، جددت الولايات المتحدة دعوتها لأطراف النزاع للالتزام الفوري بهدنة إنسانية شاملة، معتبرة هذه الخطوة مدخلاً أساسياً نحو وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية انتقالية تؤدي إلى تأسيس حكم مدني.

ودعت واشنطن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الموافقة الفورية على الهدنة الإنسانية وتنفيذها دون تأخير، في إطار دعمها لخارطة الطريق التي طرحتها المجموعة الرباعية الدولية في سبتمبر الماضي، والتي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وتنص الخارطة على هدنة إنسانية تمتد لثلاثة أشهر، تمهيداً لإطلاق وقف دائم لإطلاق النار وبدء عملية انتقالية سياسية شاملة، تُختتم خلال تسعة أشهر بتشكيل حكومة مدنية.

 الوضع الإنساني في السودان كارثي 

وقال مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، في تغريدة عبر منصة “إكس”، إن المدنيين في السودان يواجهون أزمة كارثية، حيث يعاني الملايين من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الطبية، مشيراً إلى أن استمرار القتال يزهق أرواحاً بريئة يومياً. وأضاف بولس أن نص الهدنة المقترحة قدم بصيغة قوية، معرباً عن أمله في أن يلتزم الطرفان بها دون أي شروط سياسية أو عسكرية قد تزيد من الخسائر.

وأشار بولس إلى ضرورة التوقف الفوري عن الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن إلى جميع المناطق المتضررة، مؤكداً أن الهدنة لا تهدف فقط إلى إنقاذ الأرواح، بل تمثل خطوة حيوية نحو حوار مستدام يقود إلى سلام دائم. وأضاف أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات عملية، مشدداً على أن الشعب السوداني لا يمكنه الانتظار أكثر في ظل الظروف الراهنة.

خارطة الطريق للرباعية الدولية فرصة لإنهاء النزاع

وأوضح بولس أن خارطة الطريق المقدمة من الرباعية تمثل فرصة حقيقية لإنهاء واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، مؤكداً أن القرار النهائي بوقف الحرب وتحقيق السلام يقع على عاتق السودانيين أنفسهم، داعياً إلى تحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحرجة. وأشار إلى أن الجيش السوداني أبدى ترحيباً مبدئياً بمبادرة الهدنة، وأن الطرفين أبديا موافقة أولية، لكن التوصل لاتفاق نهائي يحتاج إلى وقت لمعالجة التفاصيل الفنية والأمنية واللوجستية، بما في ذلك آليات المراقبة والتنفيذ.

 الهدف النهائي: تفاهم شامل وحكومة مدنية

وأكد بولس أن الهدف النهائي يتمثل في الوصول إلى تفاهم شامل يمهد لما بعد الهدنة ضمن خطة تمتد لتسعة أشهر، كما ورد في بيان الرباعية الدولية، بما يضمن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وتمهيد الطريق لإقامة حكومة مدنية في السودان.