غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ليبيا ومصرع 42 شخصًا بينهم 29 سودانيًا
شهد البحر الأبيض المتوسط مأساة إنسانية جديدة، بعدما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الأربعاء، عن غرق سفينة تقل 49 مهاجرًا غير شرعي قبالة السواحل الليبية، ما أسفر عن وفاة 42 شخصًا على الأقل، بينهم 29 سودانيًا، فيما لا يزال عدد من الركاب في عداد المفقودين.
ووفق بيان المنظمة، فإن القارب كان قد أبحر من منطقة زوارة الليبية منذ أكثر من أسبوع، متجهًا نحو السواحل الأوروبية في محاولة للوصول إلى إيطاليا، إلا أن الرحلة تحولت إلى كارثة إنسانية بسبب سوء الأحوال الجوية وتعطل المحرك بعد ساعات قليلة من الإبحار.
وقالت المنظمة إن السلطات الليبية تمكنت من إنقاذ سبعة أشخاص فقط بعد عملية بحث استمرت لعدة أيام، موضحة أن الناجين من جنسيات مختلفة، من بينهم أربعة من السودان واثنان من نيجيريا وآخر من الكاميرون، فيما فُقد الاتصال بباقي الركاب.
وأوضح الناجون في شهاداتهم أن القارب واجه أمواجًا عاتية ورياحًا قوية بعد نحو ست ساعات من الإبحار، ما أدى إلى انقلاب السفينة وسط البحر، مؤكدين أنهم ظلوا لأيام عالقين في المياه دون طعام أو ماء قبل أن تصل فرق الإنقاذ الليبية.
وأضافت المنظمة الدولية للهجرة أن بين الضحايا أيضًا ثمانية مهاجرين من الصومال وثلاثة من الكاميرون واثنين من نيجيريا، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم هذا العام خلال محاولاتهم عبور وسط البحر الأبيض المتوسط ارتفع إلى أكثر من 370 شخصًا.
وتُعد منطقة وسط المتوسط واحدة من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث يغامر الآلاف سنويًا بعبور البحر من ليبيا وتونس نحو السواحل الإيطالية، في رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب القوارب المتهالكة وغياب وسائل الأمان، إضافة إلى استغلال شبكات تهريب البشر لأوضاع المهاجرين الفارين من الفقر أو الصراعات.

وفي تعليقها على الحادث، أعربت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، عن حزنها الشديد لوقوع هذه المأساة، مؤكدة أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوضع حد لمعاناة المهاجرين في البحر المتوسط، قائلة: "كل حادث غرق يعني عشرات الأسر المدمرة وأحلامًا انتهت في عرض البحر".
وشددت المنظمة على ضرورة تعزيز جهود البحث والإنقاذ في المياه الدولية وتوفير ممرات آمنة للمهاجرين وطالبي اللجوء، مشيرة إلى أن استمرار تجاهل هذه الأزمات سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية.
يُذكر أن مأساة البحر المتوسط تكررت عدة مرات خلال السنوات الأخيرة، حيث باتت ليبيا نقطة انطلاق رئيسية لعمليات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، وسط غياب الأمن الداخلي وتزايد نشاط عصابات التهريب.
ويحذر خبراء من أن استمرار الأزمات في دول القرن الإفريقي والسودان ونيجيريا سيؤدي إلى زيادة أعداد المهاجرين الباحثين عن مستقبل أفضل، في وقت تتراجع فيه فرص النجاة من رحلات الموت في البحر.