كولومبيا تضع حدًا للتعاون الاستخباراتي مع أمريكا بعد هجمات الكاريبي
في خطوةٍ غير مسبوقة، قرّرت« كولومبيا» وضع حدٍّ للتعاون الاستخباراتي مع «الولايات المتحدة»، وذلك ردًا على تصاعد الهجمات في «الكاريبي» التي كانت سببًا رئيسيًا في تصعيد التوترات بين البلدين. يأتي هذا القرار في وقتٍ حساس، حيث يزداد التوتر بين الرئيس الكولومبي، «غوستافو بيترو»، والإدارة الأمريكية بقيادة «ترامب»، مما يُهدّد بتفجير أزمة دبلوماسية عميقة قد تترك تداعيات واسعةً النطاق على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي التفاصيل، أصدر الرئيس الكولومبي، «غوستافو بيترو»، اليوم الأربعاء، أمرًا بتعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين بلاده والولايات المتحدة، وذلك «احتجاجًا على استمرار القوات الأمريكية في مهاجمة قوارب بمنطقة البحر الكاريبي»، بزعم مكافحة تهريب المخدرات.
بيترو يرفض انتهاك السيادة
وكتب «بيترو»، في منشور عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا): «مكافحة المخدرات يجب أن تحترم حقوق الإنسان لشعوب الكاريبي»، مُؤكّدًا رفضه لأي مُمارسات قد تُلحق أضرارًا بالمدنيين أو تتعارض مع السيادة الإقليمية.
لطالما كانت «كولومبيا» حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الحرب ضد «المخدرات»، وخاصة في «أمريكا اللاتينية». وتعود جذور التعاون الأمني والمخابراتي بين البلدين إلى عقود، لا سيما في إطار «خطة كولومبيا» التي دعمتها واشنطن بمليارات الدولارات لمكافحة تهريب المخدرات وتمرد الجماعات المسلحة.
مواقف بيترو تصدم أمريكا
لكن منذ تولّي «بيترو» الرئاسة في عام 2022، وهو أول رئيس يساري في تاريخ البلاد، أبدى مواقف ناقدة للاستراتيجية الأمريكية التقليدية في مكافحة «المخدرات»، ودعا إلى إعادة تقييمها والتركيز على الحقوق والتنمية بدلًا من المقاربة العسكرية فقط.
بينما تزداد التوترات بين «كولومبيا» و«الولايات المتحدة»، فإن قرار «تعليق التعاون الاستخباراتي» يفتح فصلًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، مما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من التصعيد الدبلوماسي الذي قد يترك آثارًا بعيدة المدى على التعاون الأمني الإقليمي.
رئيس كولومبيا يُهاجم ترامب: «السلام الأمريكي عجز عن حل الصراعات الدولية»
بينما يُحاول العالم استعادة «التوازن» بعد سنوات من الاضطرابات، بدأت بعض الأصوات البارزة تُعبّر عن خيبة أملها من خطط «السلام» المُعلنة. رئيس كولومبيا، «غوستافو بيترو»، كان من بين هؤلاء، حيث وصف المبادرة الأمريكية بأنها «عاجزة عن وقف النزاعات» التي لا تزال تُلقي بظلالها على العديد من المناطق.
وفي التفاصيل، صرّح غوستافو بيترو، أن مفهومي «السلام من خلال القوة» و«النظام العالمي القائم على القواعد» قد فشلا، قائلاً في مقال لمجلة «تايم» بمناسبة قمة مجتمع دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والاتحاد الأوروبي التي تُعقد في (9-10) نوفمبر في سانتا مارتا الكولومبية، إن «النظام الدولي القائم على القواعد يتهاوى. لقد أصبحت الصراعات المروعة، التي فشلت سياسة 'السلام من خلال القوة' (لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) في حلها، هي القاعدة في العديد من مناطق العالم، خاصة في إفريقيا».
زعيم كولومبيا ينتقد سياسة ترامب المناخية
وانتقد الزعيم الكولومبي سياسة ترامب المناخية قائلًا: «على عكس الولايات المتحدة التي أعرضت عن التعددية والإجماع العلمي حول قضايا المناخ، فقد حافظت دول مجتمع دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والاتحاد الأوروبي على التزامها بالجهود المشتركة وتمتلك القدرة على تصحيح الوضع».
وأشار «بيترو»، الذي يرأس القمة مع رئيس المجلس الأوروبي «أنطونيو كوستا»، إلى أن «مجتمع دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والاتحاد الأوروبي يُشكلون معًا أكثر من (21%) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. نحن لسنا أشجارًا مُنعزلة تنحني تحت الريح. يجب أن نصد العاصفة»، مُجددًا انتقاده للتهديدات والعقوبات من «ترامب»، الذي وصفه بـ«زعيم المخدرات». وشدد على أن «كولومبيا ترفض هذه التهمة الباطلة»، مُضيفًا أن «هذه الإجراءات ليست سوى استعراض سياسي».
بيترو يكشف عن مصادرات قياسية
وأعلن رئيس كولومبيا، «بيترو»، أن إدارته حققت أرقامًا قياسية في مصادرة «الكوكايين»، مُؤكّدًا أنه سيستمر في سياسة «السلام الشامل» والتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الاتجار بالمخدرات، «لأن 'الحرب الشهيرة على المخدرات' قد فشلت»، مُوضحًا أن «ما يخدم مصلحة البشرية ليس الصراع وتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، بل التعاون».
الرئيس الأمريكي: «كولومبيا معقل للمخدرات وزعيمها رجل عصابات»
في تصعيد ملحوظ للعلاقات بين واشنطن وبوغوتا، تزداد التوترات بين «الولايات المتحدة وكولومبيا» بشكل غير مسبوق، مع دخول ملف «المخدرات» إلى بؤرة الخلافات السياسية بين البلدين. التحديات المُتزايدة في التعامل مع تهريب المخدرات والنزاعات حول سياسات مكافحة المخدرات تُهدد بإحداث فجوة أعمق بين الحليفين التقليديين.
وفي التفاصيل، أعرب الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن عدم تسامح الولايات المتحدة مع إنتاج المخدرات في «كولومبيا»، مُتهمًا بوغوتا بإنتاج الكوكايين بكميات غير مسبوقة.
ترامب يُهدد كولومبيا بسبب المخدرات
وقال «ترامب» للصحافيين في البيت الأبيض: «كولومبيا هي وكر للمخدرات.. إنهم ينتجون الكوكايين بكميات لم نشهدها من قبل ويبيعونه، ولن يتمكنوا من الإفلات من العقاب بعد الآن. لن نتحمل هذا بعد الآن».
كما أساء الرئيس الأمريكي إلى نظيره الكولومبي «غوستافو بيترو»، واصفا إياه بـ«الوغد والبلطجي»، وقارن «ترامب» ووزير دفاعه «بيت هيغسيث» كارتلات المخدرات بجماعتي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة» الإرهابيتين (المحظورتين في روسيا)، ووعدا بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات مناسبة ضدها.
وأضاف دونالد ترامب خلال كلمة ألقاها في البيت الأبيض: «يجب أن يكون واضحًا للعالم الآن أن الكارتلات هي 'الدولة الإسلامية' في نصف الكرة الغربي.. شكرًا جزيلًا لك يا جو بايدن للسماح بحدوث هذا. لقد سلم بايدن ببساطة بلدنا للكارتلات».
مطاردة الكارتلات قادمة
بدوره، دعم «هيغسيث» رئيس الإدارة الحالية، ووعد بأن السُلطات الأمريكية ستُطارد «الكارتلات» بنفس الطريقة التي طاردت بها الإسلاميين.
وكان «ترامب» قد أبلغ الكونغرس الأمريكي سابقًا أن البلاد في حالة «صراع مسلح» مع كارتلات المخدرات التي اعترفت بها الإدارة كمنظمات إرهابية.
مواجهة حامية.. رئيس كولومبيا يرد على اتهامات «ترامب» الصادمة
بين كلمات لاذعة وتصريحات تصعيدية، انطلقت المواجهة بين رئيس كولومبيا، «غوستافو بيترو»، ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، بعد الاتهامات «الصادمة» التي أطلقها الأخير، لتدخل العلاقات بين البلدين في دوامة من التوتر والجدل المُستمر.

