تصريحات أمريكية جديدة حول إنهاء الحرب في السودان
أكدت الإدارة الأمريكية، الثلاثاء، أنها تعمل بشكل مكثف على دفع الأطراف السودانية نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، في ظل استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين ونصف.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في تصريحات للصحفيين، إن الإدارة “منخرطة بشكل كبير في المحادثات الرامية إلى إنهاء القتال في السودان”، مشددة على أن واشنطن تسعى إلى رؤية نهاية سلمية للصراع، كما فعلت في نزاعات أخرى.
وأضافت أن الوضع على الأرض “معقد للغاية”، لكنها أوضحت أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لدفع الأطراف السودانية نحو وقف الحرب وتهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة.
السودان.. بابنوسة تتحول إلى مدينة مهجورة وسط تقاسم السيطرة مع تصاعد المعارك
في تطور ميداني وإنساني بالغ الخطورة، شهدت مدينة بابنوسة الواقعة في ولاية غرب كردفان السودانية موجة نزوح جماعي غير مسبوقة، بعد تصاعد حدة الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى إفراغ المدينة بالكامل من سكانها وتحولها إلى منطقة شبه مهجورة، وسط انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية.
أعلنت غرفة طوارئ بابنوسة، في بيان صدر يوم الأحد 9 نوفمبر 2025، أن المدينة أصبحت خالية من سكانها بنسبة تقارب 100%، نتيجة المواجهات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأوضحت الغرفة أن نحو 177 ألف شخص نزحوا من المدينة خلال الأيام الأخيرة، ما حولها إلى منطقة مهجورة بالكامل. وتُعد هذه الأرقام من أعلى معدلات النزوح المسجلة في إقليم غرب كردفان، وتعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الصراع المتواصل منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
تحولت مدينة بابنوسة إلى ما يشبه “مدينة أشباح”، بعد أن تسببت الاشتباكات المسلحة في انهيار شبه كامل للحياة المدنية والخدمات الأساسية. وأكدت غرفة الطوارئ أن السكان فرّوا إلى مدن وقرى مجاورة مثل الفولة والمجلد وغبيش ولقاوة، حيث تُستخدم هذه المناطق كمراكز إيواء مؤقتة للنازحين. وتواجه هذه المناطق ضغطًا متزايدًا في ظل ظروف إنسانية وصحية بالغة التعقيد، وسط دعوات لفتح ممرات آمنة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
شهدت المدينة واحدة من أعنف المعارك في الإقليم، حيث شنت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا على مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني. وأعلن الجيش في بيان رسمي أنه تمكن من التصدي للهجوم، فيما أفادت مصادر ميدانية بأن الطيران الحربي استهدف معدات وآليات تابعة لقوات الدعم السريع في محيط المدينة، ما أدى إلى تدمير بعضها وتراجع المتحركات المهاجمة. ورغم القصف الجوي المكثف، تواصل قوات الدعم السريع حشدها في محاولة جديدة للسيطرة على المدينة التي تُعد نقطة استراتيجية تربط بين عدد من المدن الحيوية في إقليم كردفان.