الدعم السريع يوافق على هدنة إنسانية في السودان برعاية الرباعية الدولية
في تطور جديد على صعيد الأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من عامين، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الخميس، موافقتها على مقترح الرباعية الدولية بشأن الدخول في هدنة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين وتهيئة الأجواء لوقف دائم للأعمال العدائية.
وقالت القوات، في بيان رسمي نقلته وسائل إعلام سودانية، إن هذه الخطوة تأتي "تلبية لتطلعات ومصالح الشعب السوداني"، مشيرة إلى أن مقترح الهدنة الذي تقدمت به دول الرباعية (الولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية) يهدف إلى معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب المستمرة وتعزيز حماية المدنيين في مختلف مناطق البلاد.
وأوضح البيان أن قوات الدعم السريع ترحب بتنفيذ الاتفاق الإنساني المقترح بشكل عاجل من أجل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى جميع المتضررين من الحرب في ولايات السودان المختلفة، مشددة على أن تطبيق الهدنة يمثل خطوة أولى نحو بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة، وفتح الباب أمام مناقشة ترتيبات وقف إطلاق النار الشامل.
وأكدت القوات استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة حول ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية للمسار السياسي في السودان، بما يضمن معالجة الأسباب العميقة للحروب التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية، والوصول إلى سلام شامل ودائم يضع حدًا لمعاناة السودانيين.
كما أعربت قوات الدعم السريع عن شكرها العميق لدول الرباعية، مثمنة الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة الجهود الدبلوماسية المكثفة لإرساء هدنة إنسانية ووقف الحرب المدمرة التي تشهدها البلاد منذ أبريل 2023، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتشهد الساحة السودانية منذ أكثر من عامين تصعيدًا عسكريًا واسعًا بين الطرفين، تسبب في مقتل الآلاف وتشريد الملايين، إضافة إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية وغياب الإمدادات الطبية والغذائية في مناطق عدة، خاصة في الخرطوم ودارفور.
وتأتي موافقة الدعم السريع على الهدنة في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر جهودها الدبلوماسية لإقناع الطرفين بوقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي برعاية دولية.
ويرى مراقبون للشأن السوداني أن هذه الخطوة قد تمثل منعطفًا مهمًا في مسار الأزمة، خاصة إذا ما أبدى الجيش السوداني تجاوبًا مماثلًا مع المبادرة الدولية. إلا أن مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية السودانية تؤكد أن الجيش ما زال يتمسك بخيار الحسم العسكري كطريق وحيد لإنهاء الصراع، معتبرًا أن أي هدنة سابقة كانت تُستغل من قبل الدعم السريع لإعادة التموضع.
وبينما يترقب الشارع السوداني تطورات الموقف خلال الأيام المقبلة، يعلق المواطنون آمالهم على أن تسهم الهدنة — حال تنفيذها — في وقف نزيف الدم وفتح الممرات الإنسانية، في ظل أزمة متفاقمة جعلت السودان واحدة من أسوأ مناطق النزاع الإنساني في العالم.