أزمة مع ياسر جلال بسبب تصريحاته عن الصاعقة الجزائرية
أثارت تصريحات الفنان المصري ياسر جلال خلال مهرجان وهران السينمائي في الجزائر، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال إن الجزائر أرسلت قوات صاعقة إلى مصر بعد حرب 1967 لحماية المواطنين في ميدان التحرير.
جلال، الذي كُرّم ضمن فعاليات ختام المهرجان مساء الأربعاء الماضي، عبّر عن فخره بالتواجد في الجزائر تزامنًا مع ذكرى الثورة الجزائرية، مشيرًا إلى أن والده، المخرج المسرحي جلال توفيق، كان يحكي له دائمًا عن حب الجزائر وسوريا، مؤكدًا أنه تربى على حب الجزائر ويربي أولاده على ذلك.
وقال الفنان المصري: «بعد حرب 67، كانت هناك إشاعة عن هجوم إسرائيلي محتمل في ميدان التحرير، فتم إرسال قوات صاعقة جزائرية لحماية المواطنين، وأنا فخور بذلك».
إلا أن هذه التصريحات أثارت انتقادات شديدة من جانب نشطاء وكتاب مصريين، الذين اعتبروها مغالطة تاريخية.
الكاتب الصحفي راجي عامر وصف التصريحات بأنها «كذبة تاريخية»، مؤكدًا أن مصر لم تكن بحاجة إلى جنود أجانب لحماية مواطنيها بعد هزيمة 1967، داعيًا الفنانين إلى التثبت قبل الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بالتاريخ المصري.
من جهته، شن المنتج محمد العدل هجومًا على جلال، معبّرًا عن استيائه من مستوى الوعي التاريخي لدى بعض الفنانين في مصر، مشددًا على أهمية الاطلاع والقراءة المستمرة.
كما وصف النائب محمود بدر تصريحات جلال بأنها «سقطة كبيرة ومغالطة تاريخية»، مؤكدًا أن لا الجزائر أرسلت قوات لحماية ميدان التحرير ولا ذكر هذا في أي كتاب تاريخي، وأن الجيش المصري كان وما زال قوة تحمي الوطن وأمن المنطقة.

وبعد موجة الانتقادات، خرج ياسر جلال عبر فيديو ليوضح موقفه ويؤكد تقديره للقوات المسلحة المصرية، مشيرًا إلى أنه فخور بخدمته العسكرية، كما أشاد بدوره في الأعمال الوطنية مثل مسلسل «الاختيار» وفيلم «يوم الكرامة».
وأضاف جلال أن الدول العربية أرسلت قوات رمزية لمصر بعد حرب 1967، وأن دعم الجزائر ومصر لبعضهما معروفة تاريخيًا، مستذكرًا دور الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين والرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في تعزيز التعاون بين البلدين.
واختتم الفنان المصري حديثه بالدعوة إلى توحيد الصفوف بين الدول العربية، قائلاً: «الشعب المصري كله يحب الجزائر، والشعب الجزائري يحب مصر، نحن في أمس الحاجة للوحدة، نهاركم سعيد».
الجدل حول تصريحات ياسر جلال يعكس حساسية التاريخ المصري والجزائري المشترك، وأهمية الدقة عند الحديث عن أحداث تاريخية، خصوصًا من الشخصيات العامة التي يمثل لها الرأي العام أهمية كبيرة.