رئيس الوزراء السوداني: الجيش سيحرر الفاشر ويواصل عملياته لاستعادة دارفور
أكد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أن الجيش السوداني يستعد لشنّ عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة الفاشر، مشيرًا إلى أن العملية لن تقتصر على المدينة وحدها، بل ستشمل كافة مناطق دارفور بهدف إعادة الأمن والاستقرار.
وأوضح إدريس في تصريحات تليفزيونية أن الهدف من العملية هو استعادة سيادة الدولة وفرض النظام في المناطق التي تضررت من أعمال العنف والنزاع المسلح، مع التزام الحكومة بحماية المدنيين وتسهيل العودة الطوعية للنازحين.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن العمليات ستُنفّذ وفق خطة عسكرية متدرجة تستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة، مؤكدًا على الحرص على تجنب الأضرار العرضية قدر الإمكان، وتأمين مسارات آمنة لإجلاء المدنيين عند الضرورة.
ودعا إدريس المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور، محذرًا من أن استمرار القتال سيزيد من معاناة المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة وإعادة الاستقرار في المنطقة.
رئيس الوزراء السوداني يرفض نشر قوات أجنبية في البلاد
جدد رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، رفضه القاطع لفكرة نشر قوات أجنبية في السودان، مؤكدًا أن مثل هذا التدخل يُعد انتهاكًا لسيادة البلاد وقد يؤدي إلى نتائج عكسية تُفاقم الأزمة الأمنية.
وفي مقابلة مع صحيفة “بليك” السويسرية، دعا إدريس إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، مطالبًا بعرض الجرائم أمام القضاء، بما في ذلك المحاكم الدولية، مشددًا على أن السودان بحاجة إلى “أفعال لا أقوال”، وأن المجتمع الدولي “لا يفعل الكثير”.
وكانت مليشيا الدعم السريع قد فرضت سيطرتها على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر، بعد حصار استمر 18 شهرًا، ما أدى إلى نزوح جماعي ومجازر وانتهاكات واسعة بحق المدنيين، وفقًا لتقارير محلية ودولية.
ودعا إدريس الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية والعمل على مكافحتها وفقًا لذلك، لكنه شدد على أن الحل يجب أن يكون سودانيًا خالصًا، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مؤكدًا أن الجيش والشعب السودانيين عازمان على إنقاذ الفاشر وتحريرها.
منظمة الهجرة الدولية: أكثر من 70 ألف نازح من الفاشر خلال أسبوع
في ظل استمرار التدهور الأمني والإنساني في شمال دارفور، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن موجة نزوح جديدة من مدينة الفاشر، حيث فر آلاف المدنيين خلال يومين فقط، بينما وجهت منظمات طبية اتهامات لقوات الدعم السريع باحتجاز مدنيين ومنعهم من مغادرة المدينة، وسط ظروف إنسانية وصفت بالكارثية.
أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن 8631 شخصًا نزحوا من مدينة الفاشر خلال يومي السبت والأحد، نتيجة تصاعد الاشتباكات المسلحة في المدينة.
إجمالي عدد النازحين من الفاشر
وأشارت التقارير إلى أن إجمالي عدد النازحين من الفاشر والقرى المحيطة بها بلغ نحو 70,894 شخصًا خلال الفترة الممتدة من السادس والعشرين من أكتوبر وحتى الثاني من نوفمبر 2025. وتوزع الفارون على مواقع مختلفة داخل محليتي الفاشر وطويلة في شمال دارفور، في ظل ظروف أمنية متدهورة تعيق حركة التنقل وتزيد من تعقيد عمليات الإغاثة.
أفادت الفرق الميدانية العاملة في المنطقة بأن انعدام الأمن الشديد على الطرق المؤدية إلى مناطق النزوح يحد بشكل كبير من حركة المدنيين، ويعيق وصول المساعدات الإنسانية.