مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

وسط مخاوف متزايدة.. حرب السودان تنذر بـ"فوضى عالمية"

نشر
الأمصار

تشهد السودان واحدة من أسوأ أزماتها الإنسانية، منذ اندلاع النزاع المسلح، وسط تحذيرات جديدة أطلقتها الأمم المتحدة من تفاقم الجوع وتهديد حياة الملايين، مع تفاوت واضح في الأوضاع بين مناطق شهدت بعض التحسن وأخرى غارقة في الحصار والعنف.

ومنذ سقوط الفاشر آخر المعاقل الرئيسية للجيش السودان في إقليم دارفور، توالت الشهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة وعمليات نهب وخطف.

وتلفت تقارير دولية إلى أن تداعيات الحرب تجاوزت الأبعاد العسكرية المباشرة لتشمل مستويات واسعة من النزوح والجوع وانهيار البنى الصحية والإدارية، ما جعل السودان من أكثر بؤر الأزمات الإنسانية حدة في العالم.

أكد مركز إعلام الأمم المتحدة أن أحدث تحليل صادر عن لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي كشف وقوع مجاعة فعلية في مدينتي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وكادقلي عاصمة جنوب كردفان، بعد شهور من انقطاع الإمدادات الغذائية والرعاية الصحية.

وأشار التحليل، إلى أن المدنيين في هاتين المنطقتين يعيشون أوضاعًا "كارثية" نتيجة الحصار المستمر وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية.

حذّر التقرير من أن نحو 20 منطقة إضافية في دارفور وكردفان تواجه خطر المجاعة الوشيك، خاصة في شرق دارفور وجنوب كردفان، حيث تتدهور الظروف المعيشية بسرعة مع استمرار تعثر وصول الإغاثة.

وأوضح أن ضعف البنية التحتية الأمنية والقيود المفروضة على التحرك الميداني للعاملين الإنسانيين يفاقمان الوضع على الأرض.

تحسن محدود في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار

في المقابل، رصد التقرير تحسنًا طفيفًا في بعض المناطق، حيث خرج نحو 3.4 مليون شخص من مرحلة الأزمة مقارنة بالتقييم السابق، ليصل إجمالي من يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 21.2 مليون شخص، أي ما يعادل 45% من سكان السودان.

وأرجع التقرير هذا التحسن المحدود إلى تراجع نسبي في حدة القتال وتحسن وصول المساعدات الإنسانية في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار منذ مايو الماضي.

دعوات أممية عاجلة لوقف القتال وتأمين الإغاثة

طالبت منظمات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها برنامج الأغذية العالمي والفاو واليونيسف، بوقف فوري للأعمال العدائية وتسهيل وصول المساعدات دون عوائق، محذّرة من أن الأطفال يشكلون الفئة الأكثر عرضة للموت بسبب الجوع والأمراض والنزوح المتكرر.

وأكدت المنظمات أن أي تأخير إضافي في وصول الإغاثة سيضاعف المعاناة ويقود إلى موجات نزوح جديدة.

أزمة تمويل وتهديد للعاملين الإنسانيين

وأشار التقرير إلى أن استمرار القيود الأمنية واستهداف القوافل الإنسانية والعاملين فيها، إلى جانب تأخر التمويل الدولي، يهدد بتفاقم الأزمة وحدوث وفيات على نطاق واسع.

وشدد على ضرورة ضمان وصول آمن ومستدام للمساعدات إلى جميع المناطق المنكوبة، محذرًا من أن الفشل في ذلك سيجعل السودان على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة.