الحكومة السودانية: لا تفاوض مع الدعم السريع قبل الانسحاب من الفاشر
أكدت الحكومة السودانية، اليوم الاثنين، عدم وجود أي تفاوض مباشر أو غير مباشر مع ميليشيات الدعم السريع بشأن أي هدنة في البلاد، وذلك بعد سيطرتها الأخيرة على مدينة الفاشر بولاية دارفور وارتكابها انتهاكات مروعة بحق المدنيين.
وفي تصريحات لفضائية "العربية"، شددت الحكومة على أنه لن يكون هناك أي اتفاق على هدنة قبل انسحاب الدعم السريع من الأعيان المدنية، وفقًا لما تم الاتفاق عليه مسبقًا. وتأتي هذه التصريحات في وقت تصاعدت فيه التحركات الدولية للبحث عن تهدئة النزاع، وسط دعوات عربية ودولية لحماية المدنيين في مناطق الصراع.
وفي سياق متصل، نفى كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، أي لقاء محتمل بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد ميليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي". وأوضح أن هناك تواصلًا منفصلًا مع الطرفين، مؤكدًا على ضرورة المضي قدمًا في محاسبة مرتكبي الانتهاكات في الفاشر بشكل علني.

وأشار بولس إلى أن المقترح الأمريكي للهدنة ما زال قيد الصياغة، معربًا عن أمله في الإعلان عنها قريبًا، مؤكدًا أن المبادرة لاقت ترحيبًا مبدئيًا من الطرفين. وجاءت هذه التصريحات عقب اختتام جولة الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة حول القضايا الأفريقية، حيث ترأس الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، فيما ترأس الجانب الأمريكي مسعد بولس، بحضور عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين.
وتناولت المباحثات بين القاهرة وواشنطن مستجدات الوضع في السودان، وأكد الدكتور عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية. كما لفت إلى الدور المصري في إطار الآلية الرباعية المعنية بالسودان، لتسهيل جهود التهدئة والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية شاملة تهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار في جميع أنحاء السودان.
الجنائية الدولية: فظائع الفاشر قد ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية
حذر مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية اليوم الإثنين من أن الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في مدينة الفاشر السودانية قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في أحدث تحذير دولي بشأن الوضع الإنساني والأمني المتدهور في إقليم دارفور غربي السودان.