مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الهرم الرابع والملك الذهبي.. عظمة مصر في افتتاح «المتحف الكبير» تُبهر العالم

نشر
حفل افتتاح المتحف
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

في قلب القاهرة، حيث تلتقي الأساطير بالتاريخ، فُتحت أبواب «المتحف المصري الكبير» لتكشف عن أسرار الحضارة المصرية العريقة في لحظة تاريخية أذهلت العالم. في افتتاحٍ مُهيب، جُلب «الهرم الرابع والملك الذهبي» ليكونا شاهدي عيان على عظمة «مصر» التي لم تعرفها الأرض منذ آلاف السنين. كان العالم شاهدًا على عبقرية بناء الأهرامات وأسرار الفراعنة التي تروي قصصًا عن مجد لا يُضاهى. هذا الحدث لم يكن مُجرد افتتاح لمتحف، بل كان احتفالاً بتراثٍ خالد، واعترافًا بعظمة مصر التي ما زالت تُلهِم العالم.

The Grand Egyptian Museum is inaugurated in a world-class celebration - as  it happened - Ancient Egypt - Antiquities - Ahram Online
حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

وأشادت قناة «فرانس 24»، بحفل «افتتاح المتحف المصري الكبير» الذي افتتحه الرئيس المصري، «عبدالفتاح السيسي»، واصفة إياه بـ«الاحتفالية الفرعونية الفخمة». وركّزت القناة على الحضور الضخم الذي ضم ملوكًا ورؤساء من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى الأجواء التاريخية التي طغت على الحدث، مما أضفى لمسة من سحر الحضارة المصرية القديمة على الحفل.

وقالت القناة الفرنسية: «استقبل الراقصون الضيوف بأرضية بيضاء مُطرزة بتصاميم مُستوحاة من اللوحات الجدارية القديمة. عزف عشرات الراقصين، مُرتدين أزياء فرعونية مُتقنة، وجباههم مُتوجة بأكاليل ذهبية وعصي، ألحانًا تقليدية، بينما أضاء عرض ليزر يصور الفراعنة، والألعاب النارية سماء المتحف ليلًا».

وركّزت القناة، في تقرير لها، على (5) أمور يجب أن يعرفها الزائر عن المتحف الذي طال انتظاره، ويُوصف بأنه «أكبر مبنى ثقافي في القرن الحادي والعشرين».

إطلالة بانورامية

تم بناء «المتحف المصري الكبير» حول درج ضخم مُكون من (ستة) طوابق تصطف على جانبيه تماثيل ضخمة ومقابر قديمة تُؤدي إلى نافذة «بانورامية» تُوفر إطلالة على الأهرامات القريبة.

ويضم المتحف (12) معرضًا رئيسيًا تعرض تاريخ الحضارة على مدى (5000) عام، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الروماني.

أيضًا، يضم المجمع الخاص بالمتحف مناطق تخزين مفتوحة للباحثين ومختبرات وورش ترميم.

المتحف المصري الكبير

الهرم الرابع

تم تصميم هيكل المتحف الزجاجي المثلث، الذي يعد تقليدًا للأهرامات القريبة، من قِبل شركة (Heneghan Peng Architects) الأيرلندية.

وبينما يضم المجمع المتطور للغاية -الذي يُطلق عليه اسم «الهرم الرابع»- نحو (100) ألف قطعة أثرية من (30) سلالة من «ملوك مصر القديمة»، أشار التقرير إلى أنه «يتم عرض نحو نصف المجموعة، ويتم الاحتفاظ بالباقي في المخازن».

تمثال رمسيس الثاني

في بهو المدخل الواسع، يُستقبل «تمثال الملك رمسيس» العظيم المصنوع من الجرانيت، الذي يبلغ ارتفاعه (11) مترًا الزوار.

رمسيس الثاني ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وحكم الإمبراطورية المصرية القديمة منذ أكثر من (3000) عام (1279-1213 قبل الميلاد) ويعد من أعظم الملوك المصريين.

وجذب رمسيس الثاني ملايين الزوار، عام 1986 ثم من عام 2021 إلى 2025. ومن عام 1954 إلى 2006، وقف التمثال أمام محطة القطار الرئيسية في القاهرة.

والمتحف المصري الكبير المكان الأخير الذي وُضع فيه التمثال بعد عدة عمليات نقل منذ اكتشافه عام 1820، بالقُرب من معبد في مدينة منف القديمة جنوب القاهرة.

حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

كنوز توت عنخ آمون

يضم المتحف معرضًا مُخصصًا لـ5000 قطعة أثرية من مجموعة الملك «توت عنخ آمون»، الشخصية الأكثر شهرة في مصر القديمة.

ولأول مرة، تتواجد المجموعة الكاملة في مكان واحد منذ أن اكتشف عالم الآثار البريطاني «هوارد كارتر» مقبرة الملك المصري الأشهر في وادي الملوك بالقُرب من الأقصر، عام 1922.

وكان تابوت الملك الصبي المُغطى بالذهب وقناع دفنه المرصع باللازورد محور اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأجنبية في افتتاح المتحف يوم السبت.

ونوهت «فرانس 24»، إلى أنه «بعد سنوات من الجدل، أشارت الاختبارات الجينية التي أجريت في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إلى أن الملاريا ومرض العظام أديا إلى وفاة الملك في سن التاسعة عشرة».

مراكب الشمس

تم تصميم مبنى منفصل لمركب الشمس الذي يعود تاريخه إلى (4600) عام للملك «خوفو»، أحد أكبر وأقدم القطع الأثرية الخشبية من العصور القديمة.

تم اكتشاف القارب المصنوع من خشب الأرز والسنط، الذي يبلغ طوله (44 مترًا) عام 1954 بالقرب من الهرم الأكبر. ولفت التقرير إلى أنه «على مدى السنوات الثلاث المُقبلة، سيتمكن الزوار أيضًا من مشاهدة الخبراء من خلف جدار زجاجي في أثناء قيامهم بترميم قارب آخر تم اكتشافه عام 1987».

وفي نهاية هذا الحدث التاريخي، أثبتت «مصر» أنها لا تزال مركزًا ثقافيًا يعكس عظمة حضارتها عبر الأزمان. «الهرم الرابع والملك الذهبي» لم يكونا مُجرد قطع أثرية، بل رموزًا حية لشعب نبغ في الفن والعلم والعمارة. مع «افتتاح المتحف المصري الكبير»، أبهرت مصر العالم مُجددًا، وبعثت برسالة قوية: «نحن هنا، وحضارتنا العظيمة ما زالت تُلهم وتُدهش الجميع». والآن، بدأت فصول جديدة من الإعجاب والتقدير العالمي لهذا التراث الذي لا يُقاس.