الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات مروعة في الفاشر
قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماجانجو، إن عناصر من قوات الدعم السريع ارتكبوا انتهاكات جسيمة في مدينة الفاشر، شملت حوادث اغتصاب جماعي لنحو 25 امرأة.
وأوضح ماجانجو أن المهاجمين اعتدوا على النساء والفتيات تحت تهديد السلاح، مما تسبب في نزوح عدد كبير من المدنيين من المنطقة خوفًا على حياتهم.
وأضاف أن تقارير الشركاء الإنسانيين للمفوضية أفادت بأن قوات الدعم السريع اقتحمت مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر، حيث جرى اغتصاب النساء بشكل جماعي، وأُجبر باقي السكان، وعددهم يقارب مائة أسرة، على مغادرة المكان وسط إطلاق النار وحملات الترهيب.
كما أشار ماجانجو إلى معلومات مقلقة بشأن مقتل مرضى وجرحى داخل المستشفى السعودي للولادة وفي مبانٍ أخرى بحيي الدرجة الأولى والمطار، كانت تُستخدم كمراكز طبية مؤقتة، واصفًا ما حدث بأنه انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.
صور أقمار اصطناعية توثق استمرار القتل الجماعي في الفاشر غربي السودان
كشفت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية عن استمرار وقوع عمليات قتل جماعي في مدينة الفاشر ومحيطها غربي السودان، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، في مشهد يعكس تصاعد العنف والانتهاكات بحق المدنيين في إقليم دارفور الذي يشهد وضعًا إنسانيًا بالغ الخطورة.
ووفقًا لتقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، أظهرت الصور الملتقطة بين يومي الإثنين والجمعة أدلة واضحة على استمرار عمليات القتل الجماعي، مع رصد 31 موقعًا على الأقل تحتوي على أجسام يُعتقد أنها جثث بشرية، في مناطق سكنية وأخرى عسكرية، إضافة إلى حرم جامعي داخل المدينة.
وأشار التقرير إلى أن جزءًا كبيرًا من سكان الفاشر قد قُتل أو أُسر أو اضطر للاختباء، وسط انقطاع شبه كامل للاتصالات وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة. وأكد الباحثون أن "دلائل استمرار القتل الجماعي واضحة للغاية"، في إشارة إلى حجم الانتهاكات التي تشهدها المنطقة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وتُعد الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور الذي يشكل نحو ثلث مساحة السودان، قبل أن تسقط بيد قوات الدعم السريع يوم الأحد الماضي بعد حصار استمر 18 شهرًا.
ومنذ ذلك الحين، تتوالى التقارير عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات ضد المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، فضلًا عن أعمال نهب وخطف طالت سكان المدينة والنازحين.