مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ليبيا و"شيفرون" الأمريكية تبحثان توسيع استثمارات النفط والطاقة وسط خطط لزيادة الإنتاج

نشر
الأمصار

في خطوة تعكس رغبة ليبيا في استعادة مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في منطقة شمال إفريقيا، عقدت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية (NOC) اجتماعًا موسعًا مع شركة شيفرون الأمريكية لبحث سبل توسيع التعاون في مجالات الاستكشاف والإنتاج وتطوير الحقول النفطية، إضافة إلى تعزيز الشراكة في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان رسمي نُشر عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، إن الاجتماع حضره رئيس مجلس إدارة المؤسسة مسعود سليمان، إلى جانب وفد رفيع من شركة شيفرون، لمناقشة مستقبل الاستثمارات الأمريكية في قطاع الطاقة الليبي.

وأكد سليمان خلال اللقاء أن المؤسسة تولي أهمية كبرى لجذب الشركات العالمية ذات الخبرة التقنية العالية، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تمثل "فرصة استراتيجية لإعادة بناء القدرات الإنتاجية للقطاع النفطي الليبي بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والتحديات الأمنية".

وأضاف أن المؤسسة تعمل وفق خطة طموحة تهدف إلى رفع إنتاج النفط الليبي إلى 1.6 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2026، من خلال برامج تطوير الحقول القائمة وفتح آفاق جديدة للاستكشاف، بالتعاون مع شركات عالمية مثل شيفرون وإكسون موبيل.

من جانبها، عبّرت شركة شيفرون الأمريكية عن تقديرها لمستوى التعاون القائم مع المؤسسة الوطنية للنفط، مؤكدة رغبتها في توسيع نطاق أنشطتها داخل ليبيا. وأوضح ممثلو الشركة أن السوق الليبي يمتلك إمكانات ضخمة للاستثمار، خاصة في ظل التوجه الحكومي نحو تحديث البنية التحتية وتبني تقنيات حديثة في مجال الاستكشاف والإنتاج.

وأشار الوفد الأمريكي إلى أن شيفرون تسعى للاستفادة من خبرتها العالمية في إدارة الحقول المعقدة، وتطبيق حلول رقمية متقدمة تساعد على تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

اجتماع رفيع في طرابلس

وعلى صعيد متصل، استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس وفدًا من شركة شيفرون، بحضور وزير النفط والغاز بالإنابة خليفة عبد الصادق ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مسعود سليمان.

وخلال اللقاء، تم بحث آليات تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، خاصة في ما يتعلق بعمليات الاستكشاف الجديدة ضمن مزاد 22 بلوك استكشافي أطلقته المؤسسة مؤخرًا في البر والبحر، بمشاركة عدد من الشركات الكبرى من الولايات المتحدة وأوروبا.

وأكد الدبيبة خلال الاجتماع أن الحكومة الليبية تسعى إلى توفير بيئة استثمارية مستقرة وآمنة تتيح للشركات العالمية العودة بقوة إلى السوق الليبي، مضيفًا أن "القطاع النفطي يمثل حجر الزاوية في إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتمويل مشروعات التنمية".

ورغم الأجواء الإيجابية بين طرابلس وشيفرون، فإن التعاون النفطي لا يخلو من تحديات جيوسياسية، خصوصًا في ظل النزاع القائم حول الحدود البحرية بين ليبيا واليونان في شرق البحر المتوسط.

ففي وقت سابق، منحت الحكومة اليونانية تراخيص استكشاف لأربع مناطق بحرية قبالة سواحلها الشرقية لصالح شركة شيفرون، ما أثار اعتراضًا رسميًا من ليبيا التي تؤكد أن جزءًا من هذه المناطق يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة وفق اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة مع تركيا عام 2019.