التعاون الإسلامي تستنكر هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بالسودان
أعربت منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها جدة في المملكة العربية السعودية، عن قلقها البالغ واستنكارها الشديد إزاء تصاعد العنف في جمهورية السودان، عقب الهجمات الدامية التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الواقعة في ولاية شمال دارفور.
وقالت الأمانة العامة للمنظمة، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنّ ما يجري في الفاشر يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي، ويؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في مناطق النزاع.

ودعت المنظمة جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام الصارم بمبادئ القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين دون أي عوائق، مؤكدة أن حماية الأبرياء يجب أن تبقى أولوية قصوى في أي تحركات عسكرية أو سياسية.
كما شددت منظمة التعاون الإسلامي على ضرورة احترام أحكام إعلان جدة، الموقع في 11 مايو 2023، والذي نص على هدنة إنسانية تتيح دخول المساعدات إلى المتضررين وتهيئة الأجواء لوقف إطلاق نار دائم بين الأطراف المتصارعة في السودان.
وجددت المنظمة دعوتها إلى استئناف الحوار الوطني بين الأطراف السودانية، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تمهيدًا لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، بما يضمن حماية أرواح المدنيين ورفع المعاناة عن الشعب السوداني الذي يواجه ظروفًا إنسانية قاسية منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023.
وأكدت الأمانة العامة أن الحل الوحيد للأزمة السودانية يكمن في العودة إلى طاولة الحوار السياسي، بعيدًا عن لغة السلاح، وبما يحافظ على وحدة السودان وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه، محذّرة في الوقت نفسه من التداعيات الإقليمية الخطيرة لاستمرار النزاع على الأمن الإنساني في منطقة القرن الأفريقي ودول الجوار.
وتشهد مدينة الفاشر تصعيدًا خطيرًا منذ أسابيع، حيث اندلعت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين وتدمير منشآت حيوية. وتُعد الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما يجعلها نقطة استراتيجية في الصراع الدائر.
ويأتي موقف منظمة التعاون الإسلامي ضمن سلسلة من النداءات الدولية والإقليمية التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات، في ظل تحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة ملايين السودانيين.