مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

واشنطن بوست: صور أقمار صناعية تكشف فظائع لقوات الدعم السريع في الفاشر

نشر
الأمصار

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقرير استقصائي جديد، عن صور جوية ملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر وجود مركبات عسكرية تابعة لـ قوات الدعم السريع السودانية بالقرب من جثث مدنيين وبقع دماء كبيرة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في مشهد وصفته الصحيفة بأنه دليل بصري على وقوع فظائع وانتهاكات خطيرة ضد المدنيين.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن مصادر ميدانية، فإن إحدى منظمات الإغاثة الدولية العاملة في السودان تلقت روايات متعددة من شهود تحدثوا عن قيام عناصر من قوات الدعم السريع بفصل الرجال والفتيان عن عائلاتهم، ثم تعذيبهم أو إعدامهم ميدانياً. وقال أحد عمال الإغاثة، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، إن “التقارير الأولية تشير إلى مقتل مئات وربما آلاف المدنيين في مدينة الفاشر، على أساس عرقي واضح”.

وأكد التقرير أن التحقيق اعتمد على أدلة متعددة المصادر، شملت تسجيلات مصوّرة وصور أقمار صناعية وشهادات ناجين وشهود عيان، مضيفاً أن القوات المتمركزة في المدينة أطلقت حملة ممنهجة للقتل الجماعي والتطهير العرقي عقب إحكام سيطرتها على الفاشر، التي تُعد آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور خارج سيطرة الميليشيا.

وأشار التقرير إلى أن معظم مقاتلي قوات الدعم السريع ينتمون إلى جماعات عرقية تُعرّف نفسها بأنها عربية، بينما يقاتل إلى جانب الجيش السوداني عناصر من القبائل الإفريقية المحلية، وهو ما يُضفي على الصراع صبغة عرقية خطيرة تزيد من تعقيد المشهد الإنساني في الإقليم.

من جانبها، أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الإثنين أنه يتلقى تقارير “مقلقة للغاية” بشأن إعدامات ميدانية وانتهاكات جسيمة يُعتقد أن قوات الدعم السريع ارتكبتها ضد المدنيين في شمال دارفور، داعياً إلى تحقيق دولي عاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المحتملة.

وتُعد مدينة الفاشر حالياً بؤرة الصراع الأشد دموية في السودان منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية واسعة النطاق إذا لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.