مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

للقضاء على داعش.. تصعيد للضربات الأمريكية في بونتلاند الصومالية

نشر
الأمصار

نفّذت الولايات المتحدة، عبر قيادة "أفريكوم"، غارتين جويتين دقيقتين ضد مسلحي "داعش" في جبال علمِسكاد بولاية بونتلاند شمالي- شرقي الصومال، كمركز للفصيل الإرهابي في البلاد.

تصعيد للضربات الأمريكية في شمال شرق الصومال 

وفي منطقة “بونتلاند” الجبلية تُعرَف بأنها ملاذا آمنا منذ سنوات لعناصر التنظيم الذين يستخدمون الكهوف والوديان لإعادة التموضع والتدريب، نُفذت الغارتان يومي 24 و26 أكتوبر الجاري، على بعد نحو 85 كيلومترا جنوب شرق مدينة بوصاصو الساحلية، بحسب بيان أفريكوم..

لم تُعلن بعد أرقام واضحة للقتلى أو إصابات المدنيين.

تنظيم داعش في بونتلاند

هو أحد الفروع الأصغر لداعش عالميًا، لكنه يُعد الأخطر داخل شمال-شرق الصومال، خاصة في إقليم بونتلاند

وقد ظهر التنظيم عام 2015 بقيادة عبد القادر مؤمن، وهو قيادي سابق في حركة الشباب، انشقّ وبايع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والذي اتخذ من جبال علم كساد  وجبال غوليسفي بونتلاند معقلًا رئيسيًا له.

هذه الجبال وعرة جدًا وتقع قرب مدينة بوصاصو، ما يجعل الوصول إليها صعبًا على القوات الحكومية.

التقديرات الأخيرة تشير إلى وجود 100–200 مقاتل فقط، لكنهم يتمتعون بخبرة قتالية عالية، والذين يعتمدون على التمويل عبر تهريب السلاح والبشر والبضائع بين السواحل الصومالية واليمن، كما يتلقّون دعمًا محدودًا من خلايا داعش في اليمن عبر خليج عدن.

وقد نفذوا عدة هجمات في مدينة بوصاصو وغاروي ضد قوات الأمن ومسؤولين محليين، كما أعلنوا مسؤوليتهم عن تفجيرات واغتيالات محدودة خلال 2024–2025.

تراجع قدرات داعش أمام الضربات الأمريكية

تراجعت قدراتهم بشكل كبير بسبب الضربات الأمريكية المكثّفة في 2025، خصوصًا:

في 16 فِبراير 2025: ضربة جوية استهدفت تنظيم داعش ذكرت المصادر أن الضربة حصلت في شمال-شرق الصومال، ضمن جهود أفريكوم.

في 25 مارس 2025، نفّذت الولايات المتحدة ضربات متعددة ضد داعش-الصومال في منطقة سلسلة جبال غولِس  في بونتلاند، مع تقييم أولي بأن «عدة من عناصر داعش-الصومال” قد قُتلوا، ولم تصب مدنيّون».

في 6 يوليو 2025، أعلن أفريكوم تنفيذ ضربة جوية جنوب-شرق مدينة بوصاصو في بونتلاند، استهدفت داعش-الصومال بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية.

في 10 سبتمبر 2025، أعلنت أفريكوم أنها نفّذت ضربة جوية ضد ISIS‑Somalia في منطقة جبال غولِس ضمن بونتلاند.

في 23 أغسطس 2025، أنهت أفريكوم عملية استمرت أسبوعين في بونتلاند، شملت ضربات جوية متعددة ضد التنظيم في منطقة الجبال.

حتى منتصف 2025، وصلت عدد الضربات الأمريكية في الصومال إلى رقم قياسي، مما يعكس تصعيداً كبيراً في العمليات الجوية هناك.

في 24 أكتوبر 2025: في منطقة “بونتلاند” الجبلية تُعرَف بأنها ملاذا آمنا منذ سنوات لعناصر التنظيم الذين يستخدمون الكهوف والوديان لإعادة التموضع والتدريب، نُفذت الغارتان يومي 24 و26 أكتوبر الجاري، على بعد نحو 85 كيلومترا جنوب شرق مدينة بوصاصو الساحلية.

+ وبلغ عدد القتلى المحسوبة من قبل أفريكوم حتى أبريل 2025 نحو 76 مقاتلاً عبر حوالي 14 ضربة في الصومال (بما في ذلك بونتلاند). ولم تُعلن حالات مؤكدة لضحايا مدنيّين من تلك الضربات حتى تلك اللحظة.

وقد تضاعفت تقريباً وتيرة الضربات الأمريكية في الصومال عام 2025 مقارنة بالسنة السابقة، بما في ذلك بونتلاند.

بونتلاند

وبونتلاند تُعدّ موقعاً لنشاط داعش-الصومال، خصوصاً في مناطق جبلية نائية، مثل منطقة جبل كالِ مِسكاَد شمال بونتلاند، حيث وجد التنظيم ملاذاً.

أرض البنط أو بونتلاند رسميا ولاية أرض البنط الصومالية، هي دولة عضو اتحادية تتمتع بالاستقلال الذاتي وأقدم دولة عضو في شمال شرق الصومال. عاصمة أرض البنط هي جروي. 

تقع شمال شرق الصومال، في منطقة نوغال. في عام 1998 أعلن زعماؤها بأنها دولة مستقلة، ولكن حكومة الصومال الحالية ترى في ذلك محاولة لجعل الصومال جمهورية فدرالية. بخلاف جارتها جمهورية أرض الصومال، لا تطلب أرض البنط الاستقلال عن الصومال صراحةً. مساحتها حوالي 212 500 كم2، وعدد سكانها التقريبي 3,900,000 نسمة حسب إحصائيات عام 2000. أُخذ اسم أرض البنط من حضارة البنط القديمة، والتي ذكرت في سجلات المصريين القدماء، ويعتقد بأنها كانت موجودة في نفس منطقة الصومال الحالية.

ويعيش ثلث سكان الصومال في الإقليم، الذي يضم حوالي ثلث المساحة الجغرافية للبلاد.

في حين تؤكد الولايات المتحدة أنها تتخذ تدابير لتجنّب إصابة المدنيين، تقارير من منظمات دولية تشير إلى وقوع ضحايا مدنيين من ضربات أمريكية في الصومال، وإن لم تبيّن جميعها ما إذا كانت في بونتلاند تحديداً.

الاستراتيجية الأمريكية ترتكز على استخدام الضربات الجوية/الطائرات بدون طيار وتعاون مع قوات محلية بدلاً من انتشار واسع للقوات الأرضية، في إطار ما تُعرّفه بـ «الدفاع عن النفس» أو دعم الشركاء المحليين.

وتقوم حكومة بونتلاند بدور فعّال، بالشراكة مع الولايات المتحدة، في مواجهة تنظيم داعش-الصومال، وهو ما ساعد في إحراز بعض التقدم.

ومع ذلك، تبقى هناك تحديات كبيرة: تضاريس صعبة، انتشار التنظيم في مناطق جبلية ونائية، والمخاطر المُرتبطة بإصابة مدنيين أو تصعيد التوترات المحلية.