مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من الجبهة إلى الداخل.. لماذا بدأت روسيا بتعبئة احتياطها ضد المسيّرات؟

نشر
الأمصار

في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأمنية داخل روسيا، بدأت موسكو للمرة الأولى في استخدام قوات احتياط لحماية البنية التحتية الحيوية من هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام روسية.

 

ووفقًا لصحيفة كومرسانت، شرعت وحدة خاصة في منطقة لينينغراد المحيطة بمدينة سانت بطرسبرغ في تنفيذ مهام ميدانية تهدف إلى منع عمليات التخريب وتأمين المنشآت الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك الميناء الاستراتيجي ومرافق الطاقة والصناعة. وأوضح حاكم المنطقة، ألكسندر دروزدنكو، أن نحو 105 من جنود الاحتياط تم نشرهم مزودين بأسلحة ومركبات متطورة لتعزيز منظومة الدفاع الجوي وحماية البنى التحتية الحساسة.

 

وتأتي هذه الخطوة بعد أن صادق البرلمان الروسي مؤخرًا على قانون جديد يسمح باستخدام جنود الاحتياط في مهام حماية المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية، في وقت تتزايد فيه الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على مستودعات الوقود ومصافي النفط الروسية. 

 

وتعلن وزارة الدفاع الروسية بشكل شبه يومي عن اعتراض مسيّرات أوكرانية، إلا أن توسيع مهام قوات الاحتياط يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد.

 

وفي سياق متصل، أعلن الكرملين أن روسيا أجرت اختبارًا لصاروخ يعمل بالطاقة النووية تزعم موسكو أنه لا يمكن اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الجوي الغربية.

 

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن “اختبار الصاروخ يعكس التزام روسيا بضمان أمنها القومي”، مؤكدًا أن بلاده تتعامل بجدية مع ما وصفه بـ“الخطاب العدائي المتصاعد” من جانب الأوروبيين.

 

من جهته، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التطورات قائلاً إن “على بوتين أن يركّز على التوصل إلى اتفاق سلام بدلًا من اختبار الصواريخ”، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن.

 

ويُعد صاروخ “بوريفيستنيك”، الذي يُعرف في مصطلحات حلف شمال الأطلسي باسم “سكاي فول”، أحد أكثر الأسلحة الروسية سريةً وتطورًا، وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد وصفه سابقًا بأنه “سلاح لا مثيل له في العالم”، مؤكدًا أن روسيا “حققت تقدماً كبيراً في تطويره تمهيدًا لوضعه في حالة التأهب القتالي”.

 

وبينما تمضي روسيا في تعزيز دفاعاتها الداخلية واختبار أسلحتها الاستراتيجية، يبدو أن الصراع الأوكراني يدخل مرحلة جديدة تتداخل فيها الجبهات العسكرية مع الرسائل السياسية الموجهة إلى الغرب.