هجوم واسع للقاعدة في مقديشو واستعدادات لاستئناف الخطوط الجوية الصومالية
شهدت العاصمة الصومالية مقديشو ليلة دامية، حيث شنت حركة الشباب الإرهابية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، هجومًا واسع النطاق باستخدام أسلحة ثقيلة استهدف مواقع قوات الأمن الصومالية وقواعد تدريب الشرطة الخاصة في حي جنوب المدينة.
وذكرت مصادر محلية، من بينها موقع “صومالي غارديان”، أن الاشتباكات استمرت لساعات طويلة حتى صباح الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط أربعة قتلى من العسكريين الصوماليين، في حين تكبد المسلحون خسائر في صفوفهم. وشهدت محاولات من القوات الحكومية لتأمين المنطقة وإعادة السيطرة على المواقع المستهدفة مواجهات عنيفة مع المسلحين.
وأكدت حركة “الشباب” مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى تنفيذ عمليات مماثلة في ضواحي مقديشو، ما يزيد المخاطر على المدنيين ويعكس قدرة الحركة على شن هجمات معقدة رغم جهود القوات الصومالية والدعم الدولي لمكافحة الإرهاب. ويأتي هذا الهجوم في وقت تحاول فيه الصومال تعزيز الأمن الداخلي، مع دعم بعثات دولية، بما في ذلك المشاركة المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي AUSSOM، الهادفة لاستقرار البلاد وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلن وزير النقل والطيران المدني الصومالي، محمد فارح نوح، أن الخطوط الجوية الصومالية ستستأنف رحلاتها قبل نهاية العام الجاري، بعد توقف دام أكثر من 30 عامًا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1991. وأوضح الوزير أن الطائرات والمعدات أصبحت جاهزة للعمل، وأن الاستعدادات الفنية والإدارية بلغت مراحلها النهائية لإعادة تشغيل الشركة رسميًا.
وأشار نوح إلى جهود الحكومة لتحديث مطار آدم عدي الدولي في مقديشو، وأعمال الترميم تشمل 15 مطارًا في مختلف أنحاء البلاد لتعزيز البنية التحتية للنقل الجوي، مؤكدًا أن استئناف نشاط الخطوط الجوية الصومالية يمثل خطوة مهمة لاستعادة السيادة الجوية وتنشيط حركة السفر والتجارة بعد عقود من الاعتماد على شركات أجنبية.
وتأسست الخطوط الجوية الصومالية عام 1964 وكانت الناقل الوطني الرسمي قبل توقفها عام 1991، لتبدأ البلاد الآن مرحلة جديدة تهدف لإعادة بناء قطاع الطيران الوطني مع تعزيز الأمن والاستقرار في مقديشو وبقية المناطق الصومالية.