مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

توتر على حدود البلطيق.. بالونات من بيلاروسيا تدفع ليتوانيا لإجراءات استثنائية

نشر
الأمصار

في تطور جديد ينذر بتصاعد التوتر بين ليتوانيا وبيلاروسيا، أعلنت رئيسة الوزراء الليتوانية إنجا روجينيني أن حكومتها ستناقش خلال اجتماعها المقرر يوم الأربعاء المقبل الموافق 28 أكتوبر 2025.

ليتوانيا تغلق مطارين بعد رصد بالونات قادمة من بيلاروسيا - شبكة رؤية  الإخبارية

 مشروع قرار يقضي بإغلاق الحدود البرية مع بيلاروسيا إلى أجل غير مسمى، عقب سلسلة من الحوادث الأمنية غير المسبوقة التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة بعد اختراق ما يُعرف بـ«بالونات الطقس» القادمة من الأراضي البيلاروسية للمجال الجوي الليتواني.

مشروع قرار لإغلاق شامل مع استثناءات محدودة

وقالت روجينيني في مؤتمر صحفي نقلته بوابة «دلفي» الإخبارية الليتوانية، إن الحكومة أعدّت مشروع قرار متكامل يتضمن إغلاق جميع المعابر الحدودية المشتركة مع بيلاروسيا باستثناء حالات محددة، تشمل عبور الدبلوماسيين والبعثات الرسمية والحقائب الدبلوماسية، إضافة إلى السماح بدخول المواطنين الليتوانيين ومواطني الاتحاد الأوروبي القادمين من الأراضي البيلاروسية.

وأكدت رئيسة الوزراء أن القرار، إذا ما أقر، سيؤدي إلى تعليق جميع أشكال النقل التجاري والسياحي والبري بين البلدين. 

وأضافت أن الخطوة تأتي «في إطار حماية الأمن القومي الليتواني من التهديدات غير التقليدية»، مشيرة إلى أن «الحوادث الأخيرة أثبتت وجود محاولات منظمة لاختراق الحدود بأساليب غير مألوفة».

الرئيس نوسيدا يدعو لتشديد الموقف ضد بيلاروسيا

وجاءت تصريحات روجينيني بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا أنه يدرس مقترحًا لإغلاق الحدود مع بيلاروسيا بصورة دائمة، أو على الأقل فرض قيود صارمة على حركة العبور إلى منطقة كالينينجراد الروسية عبر الأراضي الليتوانية.

وأوضح نوسيدا أن الحكومة ستطرح حزمة من الإجراءات المضادة خلال اجتماع مشترك بين الوزارات يُعقد الأربعاء المقبل، لبحث سبل التصدي لما وصفه بـ«الاستفزازات المتكررة من الجانب البيلاروسي»، مضيفا أن الهدف هو «ضمان عدم تكرار حوادث اختراق المجال الجوي الليتواني التي تمثل انتهاكًا واضحًا للسيادة الوطنية».

بالونات السجائر" تدفع ليتوانيا لإغلاق حدودها مع بيلاروسيا مجددا

توقف حركة الطيران واعتقالات على خلفية «بالونات الطقس»

وشهدت ليتوانيا خلال الأيام الماضية حالة من الاستنفار الأمني، بعد أن رصدت أجهزة المراقبة الجوية دخول عدد من بالونات الطقس المجهولة المصدر، يُعتقد أنها أُطلقت من الأراضي البيلاروسية، وحملت بعضها مواد مشبوهة أو بضائع غير قانونية.

وعلى إثر هذه التطورات، أوقفت السلطات حركة الطيران في مطارات البلاد لمدة ثلاثة أيام متتالية تحسبًا لأي تهديد محتمل، وأعلنت لاحقًا توقيف أربعة أشخاص يُشتبه بتورطهم في تهريب مواد محظورة باستخدام تلك البالونات.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الداخلية الليتوانية تعليق حركة المرور مؤقتًا عبر اثنين من المعابر الحدودية المتبقية مع بيلاروسيا، مشيرة إلى أن السبب يعود إلى «تكرار دخول بالونات مجهولة تحمل مواد غير قانونية إلى المجال الجوي»، مؤكدة أنها لن تتهاون مع أي محاولة لانتهاك حدود الدولة.

Pasieniečiai perėmė baltarusių meteorologinį balioną su 750 pakelių  kontrabandinių cigarečių - LRT

خلفية التوتر بين البلدين

ويُعد ملف الحدود بين ليتوانيا وبيلاروسيا من أكثر القضايا حساسية في منطقة البلطيق، خصوصًا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، إذ تتهم فيلنيوس نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بدعم موسكو وتسهيل عبور مهاجرين غير شرعيين إلى الاتحاد الأوروبي في إطار ما تسميه بروكسل «الهجمات الهجينة».

وفي عام 2022، فرضت ليتوانيا قيودًا مشددة على حركة النقل البري إلى كالينينجراد الروسية تنفيذًا لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى توتر العلاقات بين موسكو وفيلنيوس.

 وشملت تلك القيود تحديد حصص لنقل السلع الخاضعة للعقوبات عبر السكك الحديدية، الأمر الذي دفع روسيا إلى استخدام طرق بحرية بديلة عبر بحر البلطيق لنقل البضائع بواسطة السفن والعبّارات.

Pasieniečiai perėmė baltarusių meteorologinį balioną su 750 pakelių  kontrabandinių cigarečių - LRT

تداعيات اقتصادية وأمنية متوقعة

ويرى محللون أن قرار ليتوانيا المحتمل بإغلاق الحدود مع بيلاروسيا بشكل دائم قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وإنسانية كبيرة، إذ تُعد هذه الحدود ممرًا رئيسيًا لحركة البضائع بين الشرق والغرب، كما يعتمد عدد من المواطنين الليتوانيين والبيلاروسيين على المعابر الحدودية لأغراض العمل والتجارة.

ورغم هذه المخاوف، تؤكد الحكومة الليتوانية أن «الأمن القومي فوق كل اعتبار»، مشددة على أن أي خطوات تُتخذ في هذا الاتجاه ستكون بالتنسيق الكامل مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لضمان حماية حدود الحلف من أي تهديدات محتملة قادمة من الشرق.