مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هجوم روسي مكثف يدفع أوكرانيا لتجديد مطالب حماية الأجواء

نشر
الأمصار

جدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، مناشدته للدول الغربية بضرورة توفير حماية شاملة للأجواء الأوكرانية، وذلك عقب هجوم واسع شنّته القوات الروسية خلال ساعات الليل، وأسفر عن سقوط أربعة قتلى وإصابة ما لا يقل عن عشرين شخصاً بجروح متفاوتة، إضافة إلى خسائر كبيرة في البنية التحتية المدنية والعسكرية.

وأوضح الرئيس الأوكراني، في بيان رسمي بثّه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن روسيا تستخدم الصواريخ الباليستية والمسيّرات الهجومية بوتيرة غير مسبوقة، مؤكداً أن بلاده تعتمد بشكل رئيس على الدعم العسكري من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي "الناتو" لتأمين أنظمة دفاع جوي متطورة، وعلى رأسها منظومات "باتريوت" الأميركية. 

وأضاف زيلينسكي أن شركاء أوكرانيا "يمتلكون الوسائل الضرورية لوقف الصواريخ الروسية" وأن توفيرها في أسرع وقت "مسألة تتعلق بحماية ملايين الأرواح".

وسبق ذلك عقد اجتماعات في العاصمة البريطانية لندن بين الرئيس الأوكراني ومسؤولين من حكومات غربية، حيث ناقش الجانبان إمكانية تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي إضافية، وذلك ضمن مساعي أوكرانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية قبل حلول فصل الشتاء.

وفي سياق الهجوم الأخير، أكد سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت "تسعة صواريخ باليستية من طراز إسكندر-إم" بالإضافة إلى "64 طائرة مسيّرة هجومية"، تمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط خمسين منها فقط. وشهدت العاصمة كييف حرائق وانفجارات عنيفة، حيث أعلن رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو مقتل تسعة أشخاص وإصابة 12 آخرين، مشيراً إلى أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على النيران في عدة مبانٍ سكنية ومستودعات.

وفي منطقة دنيبروبيتروفسك وسط البلاد الشرقي، قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن مسعفاً قتل وأصيب آخر جراء سقوط صواريخ روسية على بلدة بيتروبافليفسكا، فيما قتلت امرأة وأصيب سبعة أشخاص في هجوم آخر استهدف مواقع خدمية وتجارية. كما تضررت مركبات تابعة لهيئات الإطفاء والدفاع المدني.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت ما وصفته بـ"شركات ومنشآت تابعة لمجمع الصناعات العسكرية الأوكراني، إضافة إلى بنى تحتية للطاقة تمكّن كييف من مواصلة عملياتها الحربية". 

ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تأتي في إطار استراتيجية روسية تهدف إلى إضعاف القدرات الدفاعية لأوكرانيا والضغط على المدنيين عبر استهداف منشآت الطاقة خلال فصل الشتاء، خاصة مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن روسيا أطلقت منذ بداية العام الجاري "حوالي 770 صاروخاً باليستياً وأكثر من 50 صاروخاً فرط صوتي من طراز كينجال"، وهو ما يجعل مهمة الدفاع الجوي أكثر صعوبة نظراً للسرعة الفائقة لهذه الصواريخ ودقتها العالية.

وتحذر كييف من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى أزمة كارثية في قطاع الطاقة، داعية المجتمع الدولي إلى الإسراع في اتخاذ خطوات عملية لتعزيز أمنها الجوي وتوفير دعم يضمن حماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية.