انفوجراف| بالأرقام.. حصاد تسلا مبيعات مبهره وأرباح مخيبة
أعلنت شركة تسلا الأمريكية، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، تحقيق إيرادات فصلية قياسية فاقت تقديرات وول ستريت خلال الربع الثالث من عام 2025، مدفوعة بارتفاع مبيعاتها في السوق الأمريكية مع سعي المستهلكين للاستفادة من الحوافز الضريبية التي انتهى العمل بها الشهر الماضي.

لكن، وعلى الرغم من القفزة في الإيرادات، جاءت الأرباح دون توقعات المحللين، لتسجل الشركة أداءً مالياً مخيباً للآمال انعكس سلباً على أسهمها، التي تراجعت بنسبة 4% بعد ساعات التداول في بورصة نيويورك.
وقالت تسلا، التي تتخذ من مدينة أوستن بولاية تكساس مقرًا رئيسيًا لها، إن التراجع في الأرباح يعود إلى ارتفاع الرسوم الجمركية وتكاليف الأبحاث والتطوير، إلى جانب انخفاض العائد من الائتمانات التنظيمية، التي بدأت في التراجع عقب تشريع اقتصادي جديد أقرته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت الشركة أن إجمالي الإيرادات للربع الثالث بلغ 28.1 مليار دولار، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 26.37 مليار دولار، وفق بيانات مجموعة بورصات لندن. في المقابل، سجلت ربحية السهم الواحد 50 سنتًا فقط، أقل من التوقعات البالغة 55 سنتًا.

وأكدت تسلا في بيانها أن الشركة تواجه "حالة من عدم اليقين على المدى القريب" بسبب التغيرات في السياسة التجارية والمالية وارتفاع التعريفات الجمركية، لكنها شددت على أنها تركز على النمو المستدام وخلق القيمة طويلة الأجل.
وأشار البيان كذلك إلى زيادة النفقات التشغيلية بنسبة 50%، مدفوعة بالاستثمارات الضخمة في مشروعات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وهو المجال الذي يراهن عليه الرئيس التنفيذي إيلون ماسك ليكون مستقبل الشركة بعد السيارات الكهربائية.
ويرى محللون أن تسلا تعتمد بشكل كبير على مبيعات سياراتها للحفاظ على الاستقرار المالي، رغم توسعها في قطاعات التقنية المتقدمة. كما توقعوا تراجع الطلب على السيارات الكهربائية خلال الفترة المتبقية من العام مع انتهاء الحوافز الضريبية التي كانت المحرك الرئيسي لمبيعات القطاع.
وتأتي هذه النتائج في وقت تواجه فيه تسلا تحقيقات فيدرالية جديدة تتعلق بقدرات القيادة الذاتية في سياراتها، بعدما تحولت بعض الحوادث إلى ما وصفه الإعلام الأمريكي بـ"كابوس القيادة الآلية"، ما أضاف ضغوطًا إضافية على سمعة الشركة.
وبينما لا تزال قيمة تسلا السوقية تتجاوز 1.45 تريليون دولار، يرى المستثمرون أن مستقبل الشركة سيتحدد بقدرتها على تحقيق توازن بين الابتكار في التكنولوجيا والحفاظ على الربحية المستقرة في سوق تشهد منافسة شرسة من شركات مثل BYD الصينية ومرسيدس الألمانية وفورد الأمريكية.