الإمارات تدعو لوقف فوري لإطلاق النار وتحذّر من عسكرة السودان
دعا الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في دولة السودان، مؤكدًا أن بلاده ترى أن مستقبل السودان لا يمكن أن يكون عسكريًا، وإنما من خلال انتقال مدني يعيد بناء مؤسسات الدولة ويضمن الاستقرار والتنمية للشعب السوداني.
وجاءت تصريحات قرقاش خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن فعاليات قمة «رويترز نكست الخليجية» التي تستضيفها العاصمة الإماراتية أبوظبي اليوم الأربعاء، حيث تناول في حديثه تطورات الأزمة السودانية والدور الإقليمي للإمارات في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة.
وأشار قرقاش إلى أن الإمارات تؤدي دورًا إنسانيًا محوريًا في عدد من مناطق النزاع، وعلى رأسها قطاع غزة الفلسطيني، غير أن الوضع في السودان يختلف حاليًا بسبب عدم سماح السلطات أو أطراف النزاع للإمارات بلعب دورها الإغاثي بالشكل المطلوب.
وأعرب عن استعداد بلاده لتكثيف جهودها الإنسانية فور توفر الظروف الميدانية الملائمة.
وردًا على الاتهامات الموجهة إلى الإمارات بشأن تدخلها في الشأن السوداني أو دعمها لطرف على حساب آخر، قال قرقاش: «إذا أردت أن تلعب دورًا إيجابيًا وفاعلًا في المنطقة، فعليك أن تتوقع توجيه مثل هذه الاتهامات إليك». وأضاف أن الإمارات واجهت اتهامات مشابهة خلال مشاركتها في الأزمة اليمنية أو في دعمها للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن العمل الإنساني الإماراتي يقوم على مبادئ ثابتة وليس غطاءً لأي أجندات.
وأوضح المستشار الدبلوماسي أن بلاده تشارك ضمن المجموعة الرباعية الدولية المعنية بالسودان، والتي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية إضافة إلى الإمارات، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف تسعى إلى إنهاء النزاع وتهيئة الظروف لحوار سياسي شامل يمهد لمرحلة انتقال مدني.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وتشير تقارير أممية إلى مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونًا بين نازح ولاجئ، فيما قدّرت دراسة صادرة عن جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص، في مؤشر خطير على اتساع رقعة النزاع وارتفاع كلفته البشرية.
واختتم قرقاش تصريحاته بالتأكيد على أن الحل في السودان لن يكون عبر السلاح، وإنما من خلال توافق وطني ودعم دولي لعملية انتقال مدني يستعيد للسودانيين دولتهم ويُنهي معاناة شعبهم.
