بريطانيا تزيل هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب لدعم التعاون مع سوريا

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن شطب هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، في خطوة اعتبرتها جزءًا من التكيف مع التطورات الأخيرة في سوريا وتهيئة الأرضية لتعزيز التعاون مع الحكومة السورية في ملف مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن هذا القرار يندرج ضمن دعم انخراط الحكومة السورية في جهود مواجهة تنظيم داعش، ويهدف إلى توطيد التعاون بين لندن ودمشق في مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة. وأضاف البيان أن شطب الهيئة من قائمة الإرهاب يأتي أيضًا متوافقًا مع خطوة مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة، ما يعكس توجّهًا دوليًا جديدًا لإعادة صياغة سياسات التعامل مع بعض الفصائل السورية على ضوء الواقع الميداني والتغيرات السياسية الأخيرة.
وأوضح البيان أن القرار تم بعد مشاورات مفصلة مع الشركاء العملياتيين والدوائر المعنية في بريطانيا، لضمان أن الخطوة لا تمثل أي تهاون مع التهديدات الإرهابية، وإنما تشكل وسيلة لتعزيز التعاون الوثيق مع دمشق، بما في ذلك دعم جهود القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية الذي يتبعه نظام الرئيس بشار الأسد.

وتعتبر هيئة تحرير الشام فصيلًا كان له دور بارز في المرحلة التي سبقت سيطرة الحكومة السورية على كامل الأراضي، حيث قادت العمليات العسكرية في مناطق عدة ضد تنظيمات متطرفة وأثناء النزاع مع النظام السابق، وكان يقودها أحمد الشرع قبل أن تتغير الهيكلية بعد استعادة الحكومة السورية لدمشق.
ويعكس القرار البريطاني رغبة المملكة المتحدة في الانخراط في جهود دبلوماسية وأمنية أكثر فعالية في سوريا، مع التأكيد على أن إزالة الهيئة من قائمة الإرهاب لا تعني تغييب محاسبة العناصر الفردية أو الجهات المرتكبة لجرائم إرهابية. كما يُتوقع أن يسهم هذا القرار في تسهيل التعاون بين الدول الغربية وسوريا في ملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك مراقبة برامج الأسلحة الكيميائية والحد من انتشارها.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تغيير استراتيجي في السياسات الغربية تجاه سوريا، حيث تتجه بعض الدول إلى فصل الفصائل المحلية عن التنظيمات الإرهابية الدولية، بما يعزز فرص الحوار والتعاون الأمني بعيدًا عن النزاعات السابقة، مع مراعاة الضوابط القانونية والدولية لمكافحة الإرهاب.