العراق وألمانيا يوقعان اتفاقية لتعزيز التعاون الثقافي

في خطوة جديدة لترسيخ العلاقات الثقافية بين العراق وألمانيا الاتحادية، وقع وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني، اليوم الإثنين، اتفاقية تعاون ثقافي مع السفير الألماني في بغداد دانييل كريبر، وذلك استكمالًا لاتفاقية التعاون الموقعة بين حكومتي البلدين عام 1982.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الثقافي والفني والتعليمي، ووضع الأساس القانوني لعمل معهد غوته الثقافي في العراق، بما يسهم في دعم الأنشطة الثقافية وتبادل الخبرات بين البلدين.
وخلال مراسم التوقيع، أكد الوزير البدراني أن العلاقات العراقية – الألمانية "ليست وليدة اليوم، بل تمتد لعقود طويلة من التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما في المجال الثقافي الذي يُعد جسرًا للتواصل بين الشعوب والعقول".
وأشار البدراني إلى أن الثقافة بمختلف فروعها من أدب وفكر وفنون، تُمثل أداةً مهمة لتعميق الفهم الإنساني وتعزيز الهوية الوطنية، مؤكدًا أن العراق، بوصفه مهد الحضارات وبلاد ما بين النهرين، سيظل وجهة للباحثين والمهتمين بالتراث الإنساني العالمي.
وأضاف الوزير أن وزارته "عملت على تذليل العقبات أمام تأسيس معهد غوته الثقافي في بغداد ليكون مركزًا إقليميًا رائدًا في نشر اللغة الألمانية وتنفيذ الأنشطة الفنية والتعليمية"، مشيرًا إلى أن التوقيع يمثل "لحظة تاريخية ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين".
من جانبه، قال السفير الألماني دانييل كريبر إن هذه الاتفاقية تمثل "بداية فصل جديد من الشراكة الثقافية بين ألمانيا والعراق"، موضحًا أنها تشكل "الأساس القانوني لعمل معهد غوته في العراق بعد سنوات من التنسيق والتحضير".

وبيّن كريبر أن التعاون لا يقتصر على تعليم اللغة الألمانية فحسب، بل يشمل تعزيز الحوار الثقافي والتفاهم الإنساني من خلال الدورات التعليمية، والامتحانات المعتمدة، والبرامج الفنية والأدبية المشتركة، مضيفًا أن تعلم اللغة الألمانية "سيفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب العراقي في مجالات التعليم والعمل داخل ألمانيا".
وأكد السفير أن بلاده "ترحب بالكفاءات العراقية في قطاعات الهندسة والطب والتمريض وتكنولوجيا المعلومات"، مشيرًا إلى أن امتلاك المهارات اللغوية والمعرفية الكافية "يمكّن الشباب العراقي من الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق الألماني".
وختم كريبر حديثه بالقول إن "الاتفاقية ليست مجرد إعلان نوايا، بل تمثل شراكة ثقافية حقيقية ستنمو عبر التعليم والموسيقى والأدب والفنون، وتُعزز روابط الصداقة بين الشعبين العراقي والألماني"، موجّهًا شكره لوزير الثقافة العراقي على الدعم المباشر والتعاون المثمر مع السفارة الألمانية في بغداد.
بهذه الخطوة، يفتح العراق وألمانيا صفحة جديدة من العلاقات الثقافية المشتركة، تؤسس لتعاون طويل الأمد يعزز الحوار الحضاري ويدعم مسيرة الانفتاح الثقافي العراقي على أوروبا والعالم.