مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رئيس وزراء الصومال يكشف أسباب انهيار الدولة وتداعيات الحرب الباردة

نشر
الأمصار

أكد رئيس وزراء جمهورية الصومال حمزة عبدي بري، أن انهيار مؤسسات الدولة الصومالية في بداية العقد الأخير من القرن العشرين لم يكن نتيجة عامل واحد، وإنما جاء نتيجة تراكمات داخلية وإقليمية ودولية معقدة، كان أبرزها فشل النخبة السياسية الصومالية في بناء منظومة اجتماعية واقتصادية تستجيب لتطلعات الشعب، إلى جانب تداعيات الحرب الباردة التي حولت أراضي الدول النامية، وخاصة في أفريقيا، إلى ساحات صراع بالوكالة بين القوى الدولية الكبرى.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس الوزراء الصومالي ضمن فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في نسخته الخامسة، إذ أوضح أن الانهيار المؤسسي الذي شهدته الصومال كان نتيجة إخفاقات محلية تمثلت في عدم قدرة الدولة على ترسيخ نظام سياسي شامل قادر على إدارة التنوع وضمان العدالة الاجتماعية، وهو ما أدى إلى تفاقم الانقسامات وغياب الاستقرار الداخلي.

وأضاف رئيس الوزراء أن العوامل الإقليمية لعبت دورًا محوريًا في هذا الانهيار، مشيرًا إلى أن منظومة شرق أفريقيا لم تتمكن من تجاوز المصالح الضيقة للأنظمة السياسية، مما أعاق جهود التعاون الجماعي وأفشل محاولات احتواء الأزمات. ولفت إلى أن غياب الرؤية التكاملية الإقليمية ساهم في توسيع الفجوة بين دول المنطقة، ما انعكس سلبًا على الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي.

وفي السياق الدولي، أشار المسؤول الصومالي إلى أن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق كانت لها تداعيات كارثية على الدول الأفريقية، حيث تحولت هذه الدول إلى ساحات لتصفية النزاعات الجيوسياسية من خلال دعم فصائل مسلحة متصارعة، ما أدى إلى اندلاع حروب أهلية دموية أضعفت مؤسسات الدولة ودفعت الشعوب نحو مزيد من المعاناة.

وأوضح رئيس الوزراء أن الصومال رغم ما يتمتع به من تجانس عرقي وديني وثقافي، إلا أنه انزلق إلى واحدة من أعنف الحروب الأهلية في القرن العشرين، ما أدى إلى تدمير البنية المؤسسية وتراجع الخدمات العامة بشكل كبير. ولفت إلى أن التجربة الصومالية تمثل نموذجًا صارخًا لما يمكن أن تسببه التدخلات الخارجية وفشل النظم السياسية في تحقيق التوازن الداخلي.

واختتم المسؤول الصومالي كلمته بالتأكيد على أن بلاده ماضية في جهود إعادة بناء الدولة الحديثة على أسس جديدة من المصالحة الوطنية والتعاون الإقليمي والدعم الدولي، مشددًا على أن الدروس المستفادة من الماضي ستكون حجر الأساس في مسار استعادة الاستقرار والتنمية المستدامة في الصومال.