بوساطة مشتركة بين تركيا وقطر.. باكستان وأفغانستان تتوصلان إلى وقف إطلاق النار

وسط توترات مُستمرة وإقليم يشهد اضطرابات مُتصاعدة، جاء الدور المشترك لـ«تركيا وقطر» ليُشعل شعلة «السلام»، حيث تمكنتا من جمع «باكستان وأفغانستان» على طاولة واحدة، لتوقيع اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار يُعيد الأمل إلى قلوب الملايين.
مفاوضات باكستان وأفغانستان بالدوحة
وفي التفاصيل، عُقدت في العاصمة القطرية «الدوحة» جولة مفاوضات بين جمهورية باكستان الإسلامية وأفغانستان، بوساطة من قطر وتركيا.
وقالت «قطر»، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها: إنَّ الجانبين اتفقا خلال الجولة على وقفٍ فوري لإطلاق النار، وإنشاء آليات تُعنى بترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين.
اجتماعات لضمان السلام
وذكرت الخارجية القطرية، أنَّ الطرفين توافقا على عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام القليلة المُقبلة؛ لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة ومُستدامة، بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين.
وأعربت «قطر» عن تطلعها إلى أن تُسهم هذه الخطوة المُهمة في وضع حدٍّ للتوترات على الحدود بين البلدين، وأن تُشكّل أساسًا متينًا للسلام المستدام في المنطقة.
توتر بين باكستان وأفغانستان
وشنّت «باكستان» ضرباتٍ على الأراضي الأفغانية، مساء الجمعة الماضي، ما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين على الأقل، بعد ساعاتٍ على انتهاء هُدنةٍ من (48 ساعة) بين البلدين الجارين.
وكان البلدان قد توصلا، الأربعاء الماضي، إلى هدنةٍ بعد اشتباكاتٍ دامية استمرّت أيامًا، قبل أن يعود التوتر الجمعة.
وتسعى الدولتان لإنهاء الاشتباكات التي أودت بحياة العشرات وتسببت في إصابة المئات، في أسوأ أعمال عنفٍ بينهما منذ سيطرة طالبان على السلطة في كابول عام 2021.
صراع حدودي بين باكستان وأفغانستان
واندلعت المعارك البرية العنيفة بين الحليفين السابقين، وشنت باكستان غاراتٍ جوية عبر حدودهما المتنازع عليها، وطولها 2600 كيلومتر، بعد أن طالبت إسلام آباد كابول بكبح جماح المسلحين الذين صعّدوا هجماتهم في باكستان، قائلة: «إنهم يُنفذون هجماتهم من أفغانستان».
وتنفي حكومة «طالبان» توفير ملاذٍ للمسلحين لمهاجمة باكستان، وتتهم الجيش الباكستاني بنشر معلوماتٍ مُضللة عن أفغانستان، وإثارة التوتر على الحدود، وإيواء مسلحين.
بصيص أمل في السلام
وسط أصداء الصراع، يأتي هذا الاتفاق كبصيص ضوء في نفق طويل من العنف، ليُذكر الجميع أن حتى أكثر النزاعات تعقيدًا يمكن أن تجد طريقها نحو «السلام» إذا ما توفرت الإرادة والوساطة الصادقة.