إيران تعلن عدم التزامها بـ"القيود" المرتبطة ببرنامجها النووي.. ما هو الاتفاق وأبرز بنوده؟

أكدت إيران أنها لم تعد ملزمة بـ«القيود» المرتبطة ببرنامجها النووي، مع انتهاء مدة اتفاق دولي أبرم قبل عشر سنوات، مؤكدة في الآن نفسه «التزامها الثابت بالدبلوماسية».

وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان "كل التدابير الواردة في الاتفاق بما يشمل القيود على البرنامج النووي الإيراني والآليات ذات الصلة، تعتبر منتهية"، لكنها أكدت في الآن نفسه "التزام إيران الثابت بالدبلوماسية".
ما هو اتفاق عام 2015؟
اتفاق عام 2015 الذي تتحدث عنه إيران هو ما يُعرف باسم الاتفاق النووي الإيراني أو خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

هو اتفاق دولي تم توقيعه في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا).
هدفه كان منع إيران من تطوير سلاح نووي مع السماح لها باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
أبرز بنود الاتفاق
1. تقييد تخصيب اليورانيوم:
وافقت إيران على ألا تتجاوز نسبة التخصيب 3.67٪ (بعيد جدًا عن مستوى 90٪ المطلوب لصنع سلاح نووي).
كما قلّصت عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها في التخصيب.
2. تقليص المخزون النووي:
قلّصت إيران كمية اليورانيوم المخصب التي تمتلكها إلى 300 كيلوجرام فقط لمدة 15 عامًا.
3. التفتيش والمراقبة:
سمح الاتفاق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة المنشآت النووية الإيرانية بشكل منتظم.
4. رفع العقوبات:
في المقابل، تم رفع العقوبات الاقتصادية والدولية التي كانت مفروضة على إيران، مما سمح لها ببيع النفط والتجارة مع العالم.
ما الذي حدث بعد ذلك؟
في 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد الرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض العقوبات على إيران.
بعد ذلك، بدأت إيران تتراجع عن التزاماتها تدريجيًا وتُخصب اليورانيوم بنسبة أعلى وصلت إلى أكثر من 60٪.
الأسباب الرئيسية لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018
في مايو 2018، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA)، معتبرًا أنه "اتفاق سيئ وغير كافٍ" لحماية المصالح الأمريكية وحلفائها.
أسباب الانسحاب كما أعلنتها واشنطن
1. القيود مؤقتة وليست دائمة
الاتفاق كان يفرض قيودًا على تخصيب اليورانيوم لمدة محددة (10 إلى 15 سنة فقط).
الإدارة الأمريكية رأت أن بعد انتهاء هذه المدة، يمكن لإيران استئناف أنشطتها النووية بسهولة.
2. عدم شمول البرنامج الصاروخي الإيراني
الاتفاق لم يتطرق إلى تطوير إيران للصواريخ الباليستية، التي يمكن استخدامها لحمل رؤوس نووية مستقبلاً.
واشنطن كانت تعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لإسرائيل ودول الخليج.
3. دعم إيران لجماعات مسلحة في المنطقة
اتهمت الولايات المتحدة إيران بأنها تستخدم الأموال التي حصلت عليها بعد رفع العقوبات في تمويل جماعات مثل حزب الله والحوثيين، بدلًا من تحسين اقتصادها الداخلي.
4. ضعف آليات التفتيش
رغم وجود تفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن ترامب ومسؤولين أمريكيين قالوا إن الاتفاق لا يسمح بتفتيش مواقع عسكرية إيرانية مشبوهة بشكل كافٍ.
النتائج بعد الانسحاب
أعادت أمريكا فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، استهدفت النفط والبنوك وقطاعات رئيسية.
تدهور الاقتصاد الإيراني بشدة، وردّت طهران بتقليص التزاماتها النووية ورفع نسب التخصيب.
حاولت الدول الأوروبية إنقاذ الاتفاق، لكن دون نجاح فعلي.