تركيا تخطط لنشر مدرعات ومسيرات شمال سوريا خلال أسابيع

كشفت وكالة بلومبرج الأميركية، اليوم الجمعة، عن خطة عسكرية جديدة تعدها تركيا تهدف إلى توسيع نطاق عملياتها في شمال سوريا، من خلال نشر معدات عسكرية متطورة تشمل مدرعات وطائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ، وذلك في إطار مساعي أنقرة لتعزيز وجودها الميداني وضمان أمن حدودها الجنوبية.
ووفقًا لما نقلته الوكالة عن مصادر مطلعة، تسعى الحكومة التركية إلى توسيع نطاق العمليات المسموح بها بموجب الاتفاق الحالي القائم مع الأطراف الدولية من خمسة كيلومترات إلى ثلاثين كيلومترًا داخل الأراضي السورية، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى "تحييد التهديدات الصادرة من مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد"، الذين تعتبرهم أنقرة تهديدًا لأمنها القومي.
وأضاف التقرير أن الجيش التركي يخطط لنشر قواته الجديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة في عدد من المناطق الحدودية داخل الأراضي السورية، على أن تشمل التعزيزات مدرعات هجومية، وطائرات بدون طيار (مسيّرات قتالية واستطلاعية)، ومدفعية ميدانية، وصواريخ أرض–أرض، وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى، وذلك ضمن عملية عسكرية موسعة قيد التحضير.
وأشارت بلومبرج إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق جهود أنقرة لإعادة ترتيب علاقاتها مع الحكومة السورية في دمشق، وسط تغيرات في المشهد الإقليمي، لاسيما بعد التقارب التركي–العربي ومحادثات التطبيع التي تجري برعاية روسية.
كما أوضحت أن المباحثات الأخيرة بين مسؤولين من البلدين ركزت على آليات التنسيق الميداني والأمني في المناطق الحدودية، لتفادي وقوع أي صدام مباشر بين القوات المنتشرة على جانبي الحدود.

وبحسب الوكالة، تحرص تركيا في الوقت نفسه على تجنب أي توتر عسكري جنوب سوريا، خصوصًا في ظل التطورات الأمنية في المنطقة ووجود إسرائيل في المعادلة الإقليمية. كما نقلت بلومبرج عن مصادر دبلوماسية أن الحكومة التركية تسعى إلى تنفيذ خطتها بشكل تدريجي لتفادي أي انتقادات أو تصعيد دولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة التي تحتفظ بقوات محدودة في شمال شرق سوريا وتدعم بعض المجموعات الكردية هناك.
ويُذكر أن تركيا تنفذ منذ عام 2016 سلسلة من العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، أبرزها "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام"، بهدف إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وتأمين منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين. ومع استمرار التوتر بين أنقرة والقوى الكردية المدعومة من واشنطن، يبدو أن أنقرة تتجه الآن نحو تعزيز حضورها العسكري والسياسي في الشمال السوري في إطار استراتيجية أوسع لتأمين مصالحها الإقليمية.