مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هريدي: القمة المصرية السودانية تبحث وقف حرب السودان والتحضير لاجتماع واشنطن

نشر
الأمصار

أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن القمة المصرية السودانية التي عُقدت مؤخرًا تناولت عددًا من الملفات الجوهرية التي تعكس عمق العلاقات التاريخية بين القاهرة والخرطوم، وفي مقدمتها الجهود المشتركة لوقف الحرب الدائرة في السودان، والتحضير للاجتماع الدولي المزمع عقده في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة.

وأوضح هريدي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية شروق عماد الدين عبر قناة إكسترا نيوز، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شدد خلال القمة على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة الدولة السودانية ورفضها القاطع لأي محاولات لإنشاء حكومات موازية داخل السودان. وأكد السيسي، بحسب هريدي، أن القاهرة لا تعترف إلا بالحكومة الشرعية في الخرطوم، باعتبارها الممثل الرسمي الوحيد للدولة، مشيرًا إلى أن الحفاظ على وحدة المؤسسات الوطنية السودانية هو الضمانة الأساسية لاستقرار البلاد.

وأضاف هريدي أن القمة عكست حرص الجانبين على تعزيز التنسيق السياسي والأمني في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها تداعيات الحرب في السودان، التي ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية في البلاد والمنطقة ككل. وأشار إلى أن التحضير لاجتماع واشنطن يأتي ضمن جهود دولية وعربية تهدف إلى دعم مسار السلام الشامل وإطلاق حوار وطني يجمع مختلف القوى السياسية السودانية على طاولة واحدة، بما يمهد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار واستعادة مؤسسات الدولة.

وفي سياق متصل، أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق أن القمة شهدت تنسيقًا واضحًا بين مصر والسودان بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعد ما وصفه بـ"التصرف الإثيوبي الأحادي" المتمثل في فتح السد دون تنسيق مسبق مع دولتي المصب، ما أدى إلى ارتفاع مناسيب المياه في نهر النيل داخل الأراضي السودانية وبعض المناطق المصرية.

وأكد هريدي أن هذا التطور يبرهن على صواب الموقف المصري الداعي إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي ملزم بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا ينظم عملية ملء وتشغيل السد بشكل يحقق التوازن بين مصالح الدول الثلاث ويحافظ على أمنها المائي.

وأشار السفير المصري الأسبق إلى أن التواصل المستمر بين القيادة المصرية والسودانية يمثل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، مشددًا على أن القاهرة تؤمن بأن أمن السودان جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، وأن الحل في السودان يجب أن يكون سودانيًا خالصًا تدعمه الإرادة العربية والدولية دون فرض حلول من الخارج.