أفغانستان وباكستان على خطى جديدة من الاشتباكات المستمرة.. تفاصيل

تجدد سلسلة المواجهات المسلحة المستمرة بين القوات الباكستانية والأفغانية، التي تشمل غارات جوية متبادلة عبر الحدود وتبادل لإطلاق النار، منذره بتصعيد قد يؤدي إلى تضرر البلدين.

وتمتد التوترات الحدودية بين البلدين إلى عقود طويلة، مع مواجهات دورية متكررة.
لمحه عن بداية الأزمة بين البلدين:
منذ إنشاء باكستان عام 1947، رفضت أفغانستان الاعتراف بخط دورند كحدود دائمة، مما أحدث توترات مستمرة بين البلدين.

-في عام 1949، نفّذت باكستان غارة جوية على أراضي أفغانية في ما يُعرف بـ “غارة مغهالغي” (Mughalgai raid) ما يُعد من أولى الحوادث المسلحة البارزة في هذا السياق.
-في الستينيات، خاضت أفغانستان وباكستان نزاعًا في منطقة باجور (Bajaur Campaign) من سنة 1960 إلى 1961.
-منذ التسعينيات وحتى الآن، تتكرر الاشتباكات بين القوات الأفغانية وقوات باكستان، خصوصًا حول التهم المتبادلة بدعم الجماعات المسلحة كـ “طالبان باكستان” (TTP).
-بعد سيطرة طالبان على أفغانستان في عام 2021، أصبحت حركة طالبان باكستان أكثر عدوانية، حيث يتمركز قادتها ومقاتلوها في أفغانستان.
-بعد إنهاء وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية في أواخر عام 2022، كثّفت الحركة هجماتها، ما أسفر عن وقوع ضحايا في صفوف الجنود والشرطة الباكستانيين.
-في 16 مارس 2024، فجّر مسلحون شاحنة مفخخة وأطلقوا النار على جنود باكستانيين عند نقطة تفتيش حدودية. قُتل خمسة جنود باكستانيين في تفجير الشاحنة، وقُتل جنديان آخران في إطلاق النار. ووفقًا للجيش الباكستاني، فقد تم القضاء على ستة مهاجمين، وذكر أن المهاجمين استخدموا أفغانستان كقاعدة لتنفيذ الهجوم. أعلنت جماعة مسلحة تُعرف باسم «جيش فرسان محمد» مسؤوليتها عن الهجوم، ويعتقد المسؤولون الباكستانيون أن أعضاء هذه الجماعة ينتمون إلى حركة طالبان باكستان. نفت الحكومة الأفغانية بقيادة طالبان أن منفذو الهجوم قد انطلقوا من أراضيها.
-في 17 مارس 2024، تعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري برد قوي ضد منفذي الهجوم.
-في 18 مارس 2024، ردًا على الهجوم الذي انطلق من أفغانستان، نفذ سلاح الجو الباكستاني غارتين جويتين بناءً على معلومات استخباراتية في ولايتي خوست وباكتيا الحدوديتين في شرق أفغانستان. ذكرت الحكومة الأفغانية أن الغارات الباكستانية أسفرت عن مقتل 5 نساء و3 أطفال. نفت باكستان ذلك، مدعية أنها استهدفت إرهابيين بدلًا من المدنيين، مشيرةً إلى أنها استهدفت جماعة حافظ جول بهادر، وهي جماعة منشقة عن حركة طالبان باكستان. أكدت باكستان أنها قتلت قائدًا بارزًا يُدعى «سهرا» المعروف أيضًا باسم «جنان».
-في 20 مارس 2024، شنّ مسلحون انفصاليون ينتمون إلى جيش تحرير بلوشستان (BLA) هجومًا على مجمع ميناء جوادر. فشل الهجوم بسبب الاستجابة السريعة من قبل قوات الأمن الباكستانية. أسفر الاشتباك عن مقتل ثمانية من مسلحي جيش تحرير بلوشستان وجنديين باكستانيين. صرح رئيس وزراء بلوشستان أن مهاجمي جيش تحرير بلوشستان جاؤوا من أفغانستان وحصلوا على ملاذ من الحكومة الأفغانية.
-في 22 مارس 2024، قام انتحاري بقيادة مركبته واصطدم بقافلة عسكرية أثناء مرورها عبر منطقة ديرا إسماعيل خان. أسفر هذا الهجوم عن مقتل جنديين باكستانيين وإصابة 15 آخرين. وفي أعقاب الهجوم، تعهدت باكستان بالرد القوي على الإرهاب.
-في 25 مارس 2024، هاجمت كتيبة المجيد التابعة لجيش تحرير بلوشستان ثاني أكبر قاعدة بحرية باكستانية، القاعدة البحرية "PNS Siddique" في تربت، والتي تضم طائرات أمريكية وصينية. تمكنت قوات الأمن الباكستانية من إحباط الهجوم. خلال هذا الهجوم، قُتل ستة من مسلحي جيش تحرير بلوشستان على يد قوات فيلق الحدود خارج محيط القاعدة، بينما قُتل جندي باكستاني واحد.
-في 26 مارس 2024، في منطقة شانغلا في خيبر بختونخوا، باكستان، قام انتحاري بمهاجمة حافلة كانت تقل خمسة عمال صينيين وسائقهم الباكستاني أثناء توجههم إلى مشروع سد داسو، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب. اعتقلت الشرطة الباكستانية أكثر من 12 شخصًا، من بينهم عدد من المواطنين الأفغان. مع ذلك، نفت حكومة طالبان في أفغانستان مرارًا توفير أي ملاذ آمن للمسلحين.
-في 7 سبتمبر 2024، اندلعت اشتباكات بين حرس الحدود التابعين لطالبان في أفغانستان وقوات الفيلق الحدودي الباكستاني. وقع النزاع في منطقة كورام الحدودية مع ولاية خوست الأفغانية. ووفقًا للتقارير، اندلعت المناوشات عندما حاولت قوات طالبان بناء نقطة أمنية على الجانب الأفغاني من حاجز الحدود بين أفغانستان وباكستان، مما دفع القوات الباكستانية إلى إطلاق النار لإجبارهم على وقف النشاط. أسفرت الاشتباكات العنيفة عن إصابة ما لا يقل عن خمسة جنود باكستانيين، بينهم ضابط، بينما في رد باكستان، قُتل ما لا يقل عن ثمانية من مقاتلي طالبان الأفغان، بينهم قائدان في جيش طالبان، وأُصيب 16 آخرون في الساعات الأولى من يوم 7 سبتمبر. كما دمرت القوات الباكستانية دبابة من طراز تي 62 تعود إلى الحقبة السوفيتية كانت تشغلها طالبان الأفغانية.
-في 21 ديسمبر، قُتل ما لا يقل عن 16 جنديًا في هجوم نفذته حركة طالبان الباكستانية على نقطة عسكرية في جنوب وزيرستان، كما قُتل ثمانية من المسلحين خلال الاشتباك.
-في 25 ديسمبر 2024، شن سلاح الجو الباكستاني ضربات جوية دقيقة ردًا على هجوم 21 ديسمبر، مستهدفًا سبعة مواقع عبر أربع قرى في منطقة برمل في ولاية بكتيكا الأفغانية، حيث ادعت باكستان في البداية أنها قتلت ما بين 20 إلى 25 إرهابيًا.
-في 26 ديسمبر 2024، تبادلت القوات الأفغانية والباكستانية إطلاق النار على الحدود بين دانداو باتان وكورام، دون ورود تقارير أولية عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار من أي من الجانبين. في 27 ديسمبر، تجددت الاشتباكات بين قوات الحدود الأفغانية والباكستانية في دانداو باتان واستمرت لعدة ساعات. أفادت التقارير بأن بعض المنازل المدنية تضررت جراء الصواريخ الباكستانية. في منطقة باجور، قُتل جنديان وأصيب 11 آخرون خلال المناوشات، كما وردت تقارير عن وقوع خسائر كبيرة بين المسلحين.
في 19 يناير 2025، قوات باكستانية من الـFrontier Corps قتلت خمسة من مقاتلي “طالبان باكستان” الذين حاولوا التسلل من أفغانستان إلى مقاطعة بلوچستان في باكستان.
-في 2-3 مارس 2025، تبادل إطلاق نار بين حرس الحدود التابع لطالبان الباكستانية وقوات باكستانية في الحدود. قتيل من الجانب الأفغاني وجُرحى من الجانبين.
-في ليلة 22-23 مارس 2025، حاولت جماعة تُعرف بـ Tehreek-i-Taliban Pakistan (TTP) التسلل من أفغانستان إلى باكستان، وأفادت باكستان أنها قتلت 16 من أفراد هذه المجموعة.
-في 5-6 أبريل 2025، اشتباك بين قوات باكستانية ومتسللين من TTP حاولوا عبور السياج الحدودي. قُتل 8 من المهاجمين وجُرح 4 آخرون.
-في 27 أبريل 2025، في منطقة Hassan Khel، شمال وزيرستان، أفادت باكستان بأنها قتلت 54 من المتسلّلين أثناء محاولة دخول من أفغانستان، ثم أُعلن لاحقًا أن عدد القتلى ارتفع إلى 71 بعد عمليات لاحقة.
-في 12 أكتوبر 2025، اندلعت اشتباكات عنيفة ليلًا بين القوات الأفغانية والباكستانية، حيث أُغلق عدة معابر حدودية مثل تورخام وتشمان إثر تبادل النار. كلا الطرفين أعلن أنه تكبّد خسائر كبيرة.
-في 15 أكتوبر 2025، قُتل وأصيب العشرات في اشتباكات امتدت بين منطقة سبين بولدك في أفغانستان ومنطقة تشمان في باكستان، مع اتهامات متبادلة بشأن بدء الهجوم.
يذكر أن باكستان وأفغانستان تشتركان في حدود يبلغ طولها 2640 كيلومترا، وتضم عدة معابر تشكّل عنصرا محوريا في التجارة الإقليمية والعلاقات بين الشعبين على جانبي الحدود.