تحذيرات أممية من عودة الحرب الأهلية في جنوب السودان

حذّرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جمهورية جنوب السودان من تصاعد حدة القتال في البلاد، على خلفية تمدد ميليشيا الدعم السريع القادمة من الحدود السودانية، ما تسبب في اندلاع مواجهات دامية وموجات نزوح جماعي شملت نحو 300 ألف شخص منذ مطلع عام 2025.
وأكد تقرير صادر عن اللجنة، أن استمرار الاشتباكات يهدد بعودة البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية التي أنهكتها لسنوات طويلة، داعيًا إلى تحرك إقليمي عاجل لاحتواء الموقف ومنع انزلاق جنوب السودان إلى صراع شامل جديد.
وأشار التقرير إلى أن تدخل عناصر من ميليشيا الدعم السريع السودانية في المناطق الحدودية أدى إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل خطير، حيث شهدت عدة ولايات في شمال وشرق البلاد انهيارًا شبه كامل في الخدمات الأساسية، إضافة إلى تفاقم أزمة الغذاء ونقص الإمدادات الطبية.

وأوضح التقرير أن بلدة ناصر الواقعة شمال شرقي البلاد، كانت من بين أكثر المناطق تضررًا، إذ شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأشهر الماضية أسفرت عن مقتل العشرات وتشريد أكثر من 80 ألف شخص. كما بيّن أن بعض الفصائل المسلحة المحلية تتلقى دعماً وتسليحاً مباشراً من ميليشيا الدعم السريع عبر الحدود المشتركة مع السودان، مما يعقّد المشهد الأمني ويهدد بتوسّع رقعة الصراع.
ونتيجة لتدهور الأوضاع، فرّ نحو 150 ألف شخص إلى السودان رغم أزماته الأمنية، بينما لجأ عدد مماثل إلى أوغندا وإثيوبيا وكينيا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 2.5 مليون لاجئ من جنوب السودان يعيشون حاليًا في دول الجوار، فيما يظل مليونا شخص نازحين داخليًا داخل البلاد.
كما كشف التقرير الأممي عن فضيحة فساد تتعلق ببرنامج “النفط مقابل الطرق”، إذ لم يتم تحديد مصير 1.7 مليار دولار من العائدات، بينما يعيش أكثر من 75% من السكان تحت تهديد الجوع وسوء التغذية.
وفي ختام التقرير، شددت اللجنة على ضرورة تدخل الاتحاد الإفريقي والدول المجاورة، خاصة السودان ومصر وإثيوبيا، لإطلاق مبادرة سلام شاملة تسهم في منع عودة الحرب الأهلية، وحماية استقرار وأمن منطقة القرن الإفريقي بأكملها.