مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

فقاعة الذكاء الاصطناعي.. تريليون دولار بين الطموح والمخاطر

نشر
الأمصار

تصاعد المخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي بقيمة تريليون دولار يعود لعدة أسباب متداخلة، يمكن تلخيصها على النحو التالي:

1. استثمارات ضخمة وسريعة دون عائد مثبت

شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أوبن إيه آي، ميتا، وإنفيديا أنفقت تريليونات الدولارات على مراكز البيانات والرقائق المتقدمة في فترة قصيرة.

هذه الاستثمارات تتم على تكنولوجيا لا تزال غير مثبتة كنموذج ربحي واضح، أي أن العوائد المالية المستقبلية غير مؤكدة.

2. تقييمات مبالغ فيها للسوق

حتى مؤيدو الذكاء الاصطناعي يقرون بأن السوق يشهد تقييمات مبالغ فيها، على الرغم من تفاؤلهم بقدرات التكنولوجيا على المدى الطويل.

هناك مخاوف من أن قيمة بعض الشركات والصفقات تتجاوز بكثير القدرة الفعلية للسوق على تحقيق الأرباح.

3. ضغوط المنافسة

المسؤولون التنفيذيون يخشون تراجع شركاتهم أو فقدان الحصة السوقية إذا لم يواكبوا استثمارات المنافسين.

هذا يدفع إلى ضخ المزيد من الأموال بشكل أحياناً غير مستدام مالياً، مما يثير شبح الفقاعة.

4. احتياجات مالية هائلة مستقبلاً

تقرير شركة Bain & Co توقع أن شركات الذكاء الاصطناعي ستحتاج إلى تحقيق إيرادات سنوية مجمعة تبلغ 2 تريليون دولار بحلول 2030 لتمويل قدرات الحوسبة المطلوبة.

لكن الإيرادات الفعلية المتوقعة قد تكون أقل بنحو 800 مليار دولار، أي هناك فجوة كبيرة بين الإنفاق والإيرادات.

5. مخاطر على الإنتاجية والعائد الفعلي

دراسة MIT وجامعتي هارفارد وستانفورد كشفت أن 95% من المؤسسات لم تحقق أي عائد ملموس من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

انتشار ما يسمى بـ"العمل الزائف"، أي محتوى يبدو جيداً لكنه يفتقر للقيمة الحقيقية، يكلف الشركات ملايين الدولارات سنوياً من حيث الإنتاجية المفقودة.

6. تحديات تقنية وبنية تحتية

الشركات تعتمد على زيادة هائلة في مراكز البيانات واستهلاك الكهرباء، ما قد يصطدم بقدرة الشبكات الوطنية للطاقة.

الاعتماد على "قوانين التوسع" التي تفترض أن زيادة الحوسبة والبيانات سينتج عنها تحسين كبير في أداء الذكاء الاصطناعي قد يكون غير مضمون.

7. المنافسة الدولية

الصين تستثمر في نماذج ذكاء اصطناعي منافسة ومنخفضة التكلفة، ما قد يقلل من عوائد الاستثمار الضخمة لشركات وادي السيليكون.

8. إقرار القادة بوجود المخاطر

سام ألتمان من أوبن إيه آي، ومارك زوكربيرغ من ميتا، أقروا بوجود احتمال لفقاعة استثمارية، لكنهم يرون المخاطر أكبر في عدم الاستثمار لمواكبة الفرص.

 

الفقاعة المتوقعة في سوق الذكاء الاصطناعي تشبه فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات: استثمارات هائلة في تكنولوجيا واعدة لكن غير مثبتة، تقييمات مبالغ فيها، منافسة شرسة، ووعود بإيرادات مستقبلية قد لا تتحقق. كل هذه العوامل تجعل المخاطر المالية عالية، مع احتمال انهيار بعض الشركات أو خسارة رأس مال كبير إذا لم يتحقق العائد المتوقع.