ترامب يبحث مع زيلينسكي تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى

في خطوة قد تعيد رسم ملامح الحرب في أوروبا الشرقية، بحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إمكانية تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" الأمريكية بعيدة المدى، خلال مكالمة هاتفية استمرت نحو ثلاثين دقيقة، بحسب ما نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مصدرين مطلعين.
وتأتي هذه المناقشات بينما تواجه أوكرانيا تصعيدًا روسيًا متواصلًا، استهدف منشآت الطاقة والبنية التحتية، مما زاد من حدة الأزمات في البلاد. وتسعى الحكومة الأوكرانية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية في مواجهة الهجمات الروسية التي ألحقت دمارًا واسعًا بعدة مدن.
وفي بيان رسمي عقب المكالمة، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحادثات بأنها كانت "إيجابية وبنّاءة"، مؤكدًا أنه أطلع ترامب على آخر التطورات الميدانية، خاصةً الأضرار التي لحقت بمحطات توليد الطاقة نتيجة القصف الروسي المكثف.
وأضاف زيلينسكي: "ناقشنا سبل تعزيز منظومة الدفاع الجوي، وهناك أفكار قوية وخيارات واعدة قيد الدراسة. يمكن تحقيق الدبلوماسية مع روسيا فقط من موقع القوة."

من جانبه، لم يُصدر البيت الأبيض الأمريكي بعد قرارًا نهائيًا بشأن إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا، إلا أن ترامب أوضح في تصريحات سابقة أنه اتخذ "قرارًا مبدئيًا" بالسماح ببيع هذه الصواريخ إلى حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تمهيدًا لاحتمال نقلها إلى كييف، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يرغب بمعرفة تفاصيل استخدام أوكرانيا لها قبل الموافقة النهائية.
وكان زيلينسكي قد طلب رسميًا هذه الصواريخ خلال لقائه ترامب الشهر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مشيرًا إلى أن مجرد امتلاكها قد يشكّل عامل ردع استراتيجي ضد موسكو، ويدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.
وتُعد صواريخ "توماهوك" من الأسلحة الأمريكية الأكثر تطورًا، إذ يتجاوز مداها 1600 كيلومتر، وتتميز بدقتها العالية وقدرتها على إصابة أهداف استراتيجية مثل مخازن الأسلحة ومراكز القيادة والسيطرة، ما يجعلها مؤثرة للغاية مقارنة بالصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة التي تعتمد عليها كييف حاليًا.
ويرى محللون عسكريون أن تزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ قد يغير موازين القوة في ساحة المعركة، لكنه في الوقت ذاته قد يثير غضب موسكو ويؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفي ظل غياب موقف نهائي من واشنطن، تبقى مكالمة ترامب – زيلينسكي مؤشرًا على انفتاح الإدارة الأمريكية على خيارات عسكرية جديدة، بهدف دعم كييف وتعزيز الضغط على روسيا للوصول إلى تسوية سياسية مستقبلية.