هيومن رايتس تتهم الجيش السوداني باستخدام غاز الكلور المحرم دولياً
أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد صدر يوم الخميس أن الجيش السوداني استخدم مادة الكلور السامة في هجمات عسكرية خلال النزاع الدائر في البلاد، واصفة ذلك بأنه جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأوضحت إيدا سوير، مديرة قسم الأزمات والنزاعات والأسلحة في المنظمة، أن فريقًا متخصصًا من "هيومن رايتس ووتش" تحقق بشكل مستقل من صور ومقاطع فيديو أظهرت استخدام غاز الكلور، نُشرت في سبتمبر 2024، في منطقتي جبل جاري ومصفاة جيلي النفطية شمال العاصمة الخرطوم. وأضافت أن الهجومين وقعا في وقت كانت فيه المنطقتان تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مما يشير إلى أن القصف تم من جانب الجيش السوداني.
وأشار التقرير إلى أن المواد المصورة أظهرت حاويات معدنية مخصصة لتخزين الكلور، كما وثّقت المنظمة شكاوى من سكان المناطق المستهدفة بشأن أعراض صحية خطيرة شملت الحكة والاحمرار وضيق التنفس، وهي أعراض تتفق مع التعرض لغاز الكلور.
وذكرت المنظمة أن صورًا أخرى من منطقة بري شرق الخرطوم، التُقطت في مايو 2025، أظهرت سحابة صفراء مائلة إلى الاخضرار تشبه انبعاثات غاز الكلور، ما يعزز فرضية استخدامه في أكثر من موقع داخل السودان.
ودعت "هيومن رايتس ووتش" الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية إلى دعم تحقيق دولي شفاف من قبل الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أن استخدام مادة كيميائية صناعية شائعة كسلاح يُعد سابقة خطيرة تهدد منظومة حظر الأسلحة المحرمة.
وفي السياق ذاته، كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت في مايو الماضي، بموجب قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لعام 1991، أن حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية في العام السابق، وفرضت عقوبات على قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز عربية" عن ضباط سودانيين حاليين وسابقين تأكيدهم أن بعض الكتائب المتحالفة مع الجيش حصلت على أسلحة كيميائية من مخازن كانت في سوريا، مشيرين إلى أن الانتهاكات الواسعة في عدد من المناطق جاءت نتيجة "تساهل القيادة العسكرية مع المجموعات المتطرفة التي تعمل خارج الأطر الرسمية للجيش".
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان محاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في السودان، مشددة على ضرورة وقف الانتهاكات ضد المدنيين التي تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
