الجزائر تفكك شبكة تهريب مهاجرين نحو إسبانيا وتعتقل 17 متهماً

نجحت السلطات الجزائرية، في تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى السواحل الإسبانية، وذلك في عملية أمنية نوعية نفذتها وحدات الدرك الوطني الجزائري في ولاية الشلف شمال البلاد.

ووفقاً لبيان صادر عن قيادة الدرك الوطني في الجزائر، فقد تم إلقاء القبض على 17 شخصاً يشتبه في تورطهم في تنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية، إلى جانب مصادرة قارب مطاطي مجهز بمحرك سريع وكميات من الوقود وسترات نجاة وهواتف محمولة ومبالغ مالية بالعملة الأجنبية.

وأوضح البيان أن العملية جاءت بعد "تحليل معلومات استخباراتية دقيقة" تلقتها الفرقة الإقليمية للدرك الوطني في بلدية سيدي عبد الرحمن، تشير إلى استعدادات جارية لعملية عبور غير نظامي انطلاقاً من شاطئ الداتي المطل على البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب المصادر الأمنية الجزائرية، تم فرض نظام أمني مشدد على طول الطريق الوطني رقم (11)، الذي يربط المناطق الساحلية بالمدن الداخلية، مع إقامة نقاط تفتيش ودوريات متحركة لإغلاق الطرق المؤدية إلى مواقع الإبحار غير القانونية. وأسفرت هذه الإجراءات عن توقيف ثمانية أشخاص في المرحلة الأولى، قبل أن تقود التحقيقات إلى اعتقال بقية أفراد الشبكة الإجرامية.

يُشار إلى أن الجزائر أصبحت في السنوات الأخيرة إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين نحو أوروبا، وخصوصاً باتجاه جزر البليار الإسبانية التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الوافدين عبر البحر. ووفقاً لإحصائيات السلطات الإسبانية، فقد وصل أكثر من 5,600 مهاجر إلى الأرخبيل خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بزيادة تقارب 84% مقارنة بالعام الماضي.

كما سجلت منظمات إنسانية مثل "كاميناندو فرونتيراس" الإسبانية مقتل ما لا يقل عن 328 مهاجراً على هذا الطريق منذ بداية العام، في حين تجاوز عدد الوفيات المسجلة عام 2024 حاجز الـ 500 شخص، مما يعكس خطورة هذه الرحلات التي تنتهي في كثير من الأحيان بمآسٍ إنسانية مؤلمة.

وأكدت السلطات الجزائرية أنها ستواصل جهودها لمكافحة شبكات تهريب البشر وتعزيز الرقابة على السواحل، في إطار التعاون الأمني مع دول الجوار للحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.