تجربة ديميتري ميتشل.. الذكاء الاصطناعي بديلاً عن وكلاء اللاعبين في كرة القدم

في خطوة غير تقليدية بعالم كرة القدم، استغنى اللاعب الإنجليزي ديميتري ميتشل، نجم مانشستر يونايتد السابق، عن وكيله في مفاوضات انتقاله إلى نادي ليتن أوينت، معتمدًا على الذكاء الاصطناعي عبر أداة تشات جي بي تي لصياغة شروط عقده.
وأكد ميتشل أن هذه التجربة وفرت عليه عمولة الوكلاء المعتادة بنسبة 5%، مشيرًا إلى أن تشات جي بي تي كان أفضل "وكيل" تعامل معه مقابل 15 جنيهًا استرلينيًا شهريًا فقط.
أبعاد التجربة وأهمية التحول

للتعليق على هذه الخطوة، استضافت التقارير الرياضية المحلل الرياضي يوسف التمسماني من برشلونة، الذي وصف التجربة بأنها ذكية وابتكارية، رغم كونها "اصطناعية" وغير مألوفة في عالم كرة القدم.
وأوضح التمسماني أن العلاقة التقليدية بين اللاعب ووكيل أعماله تتسم بالتعقيد، حيث يختار البعض وكلاء من أقاربه مثل الأب أو الأخ أو الأم، بينما اعتمد ميتشل على الذكاء الاصطناعي لتجنب الأخطاء البشرية التي قد يقع فيها بعض وكلاء اللاعبين، مثل تفضيل فريق على آخر لمصلحة شخصية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يعطي إجابات منطقية مبنية على حسابات نسب النجاح، ويمكنه تحليل خطط الفرق، تقييم اللاعبين المنافسين، ودراسة مدى توافق أسلوب اللاعب مع التكتيك، ما يوفر معلومات دقيقة بعيدة عن التأثيرات الشخصية.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعاقدات

حول سؤال ما إذا كانت تجربة ميتشل مؤشرًا على تحول حقيقي في التعاقدات الرياضية، أكد التمسماني أن الأمر قد يشكل بداية لاعتماد بعض الوكلاء على الذكاء الاصطناعي لتحسين اختيارات موكليهم، لكنه استبعد أن يحل الذكاء الاصطناعي بالكامل محل الوكلاء المحترفين، خصوصًا بين لاعبي الصفوة.
وأشار التمسماني إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من عمل الأندية، حيث يستخدم لتحليل أداء اللاعبين بدقة عالية، مثل معدل الركض، ضربات القلب، مستوى التنفس، ومستوى الأكسجين في الدم، وهو ما يساعد الأندية على تقييم تطبيق اللاعبين للخطط والتكتيكات، ويمكن استغلاله أيضًا في عمليات الانتداب.
تأثير التجربة على الوكلاء واللاعبين

وحول تأثير تكرار هذه التجربة على الوكلاء، رأى التمسماني أن اللاعبين في المستويات الأدنى قد يحاولون تقليد تجربة ميتشل، لكن نجاحهم يعتمد على قدرتهم على صياغة المعلومات والتواصل مع الذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن بعض وكالات اللاعبين بدأت بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي لتجميع بيانات اللاعبين في شاشة واحدة، تشمل مستوى الركض، تفضيلات التكتيك، مكان اللعب المفضل، وأسلوب اللعب مع زملائهم، ومن ثم يوفّر الذكاء الاصطناعي قائمة الأندية المناسبة لكل لاعب.
من المتوقع أن يصبح استخدام الذكاء الاصطناعي جزءًا طبيعيًا من صناعة كرة القدم، لتحسين اختيارات الوكلاء واللاعبين، دون أن يحل تمامًا محل دور الوكلاء، ورغم أن تجربة ميتشل قد تكون استثنائية في الوقت الحالي، فإنها تشير إلى اتجاه جديد في عالم كرة القدم يجمع بين الابتكار والتقنية والتحليل الدقيق للبيانات.
المحلل الرياضي يوسف التمسماني، أكد أن هذه التجربة تفتح آفاقًا واسعة أمام دمج الذكاء الاصطناعي في التعاقدات الرياضية مستقبلًا، لكنها لن تلغي الحاجة إلى الخبرة البشرية بالكامل، بل ستكملها بشكل أكثر دقة وموضوعية.