مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السودان.. حميدتي يكشف محضر موثق لاجتماع عسكري عقده البرهان لبدء حرب ابريل

نشر
الأمصار

في خطاب سياسي حاد ألقاه الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، أمام جمع من القيادات المدنية والعسكرية بمدينة نيالا، حمّل قائد قوات الدعم السريع ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة تأسيس السودان تنظيم الإخوان المسلمين مسؤولية إشعال الحرب، مشيرًا إلى أن ذلك جاء بعد شعورهم بالإقصاء من الاتفاق الإطاري.

 التصريحات جاءت في سياق تصعيد سياسي متواصل، حيث اتهم حميدتي أطرافًا داخل الجيش بالتواطؤ مع الإسلاميين، مستندًا إلى معلومات نقلها إليه الفريق سليمان صندل خلال لقاء جمعهما في مدينة الجنينة، أكد فيها وجود مؤامرة تستهدفه من داخل المؤسسة العسكرية.

حميدتي أوضح أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، اتصل به وأبلغه بموافقة العسكريين على الاتفاق الإطاري، مشيرًا إلى أن هذه الموافقة شملت جميع الأطراف، بما فيهم قائد الدعم السريع الثاني. وأضاف أنه أصر على التأكد من موقف البرهان بشكل مباشر، واشترط أن يكون الالتزام بالاتفاق نهائيًا وغير قابل للتراجع. إلا أن البرهان، بحسب رواية حميدتي، عاد في اليوم التالي واقترح التراجع عن الاتفاق، وهو ما رفضه حميدتي وأصر على المضي قدمًا في تنفيذه، مؤكدًا أنه نجح في إقناع البرهان بعدم التراجع، في محاولة لتثبيت المسار السياسي المتفق عليه.

في سياق حديثه، كشف حميدتي عن اتفاق سابق مع قيادة الجيش يقضي بدمج قوات الدعم السريع في الجيش خلال فترة زمنية تمتد لعشر سنوات، وهو ما تم التفاهم عليه قبل اندلاع الحرب. وأشار إلى أن البرهان ظل يماطل في مناقشة تفاصيل الاتفاق الإطاري، رغم منحهم له وقتًا كافيًا لمراجعة كافة البنود. وبعد التوصل إلى تفاهم شامل، عاد الحديث مجددًا حول مسألة دمج الدعم السريع، وهو ما اعتبره حميدتي محاولة لإعادة فتح ملف تم حسمه مسبقًا بتوقيع رسمي من قائد الجيش. وأكد أن موقفهم لم يكن رفضًا للدمج، بل تمسكًا بما تم الاتفاق عليه سابقًا.

حميدتي أفاد بأن البرهان تغيب عن اجتماع كان مقررًا بينهما، متذرعًا بوعكة صحية، لكنه عقد في ذات الوقت اجتماعًا آخر مع قيادة الجيش لمناقشة خطة عسكرية ضد قوات الدعم السريع. وأوضح أن لديهم نسخة من محضر ذلك الاجتماع، الذي تضمّن تعهدًا من البرهان بهزيمة قوات الدعم السريع خلال أربع ساعات فقط. وأضاف أن بعض قادة الوحدات العسكرية طلبوا مهلة قبل بدء العمليات، لكن مسؤول الطيران العسكري قاطعهم معلنًا جاهزية الطيران الحربي لتنفيذ ضربات تستهدف معسكرات الدعم السريع خلال ساعة أو ساعتين، وهو ما اعتبره حميدتي مؤشرًا على نية مسبقة لشن الحرب.

في ختام حديثه، أكد حميدتي أن قواته كانت تمتلك مضادات للطيران في بداية الحرب، لكنها لم تلجأ لاستخدامها، نظرًا لنجاحها في تنفيذ عملية استباقية تمثلت في اقتحام المطار والسيطرة عليه. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تمكنت من إيقاف أربع طائرات كانت على وشك الإقلاع، قبل دقائق من تنفيذ مهمتها، وقامت بإحراقها على المدرج. هذه الرواية، التي جاءت على لسان قائد الدعم السريع، تعكس حجم التوتر العسكري والسياسي بين الطرفين، وتسلط الضوء على تفاصيل دقيقة من كواليس التصعيد الذي أدى إلى اندلاع الحرب في السودان.