مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

واشنطن تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط.. وتصاعد التوترات مع إيران

نشر
الأمصار

في خطوة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تحركات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، شملت نشر مئات الجنود من الحرس الوطني لولاية كونيتيكت إلى جانب نقل عدد كبير من طائرات التزود بالوقود الجوية KC-135 Stratotanker إلى المنطقة، في واحدة من أكبر عمليات الانتشار الجوي خلال الأشهر الأخيرة.

وذكرت شبكة "فوكس 61" الأمريكية أن مئات الجنود غادروا مطار برادلي الدولي في ولاية كونيتيكت، الجمعة، ضمن المرحلة الأولى من مهمة تستمر عامًا كاملًا لتأمين المنشآت العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. ويشارك في المهمة جنود الكتيبة الأولى من فوج المشاة 102، الذين سيتولون توفير غطاء أمني شامل للقواعد الأمريكية في المنطقة ضمن عملية "درع سبارتان"، وهي عملية طوارئ مشتركة تهدف إلى ردع التهديدات الإقليمية ومواجهتها.

وأوضح اللواء فرانسيس إيفون، كبير ضباط الحرس الوطني لولاية كونيتيكت، أن مهمة الجنود تتركز على الدفاع عن القواعد العسكرية وتنفيذ عمليات مكافحة الطائرات المسيرة في عدة مواقع بالشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود واشنطن لحماية قواتها من الهجمات المتكررة بالطائرات دون طيار.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد شددت مؤخرًا على أن الطائرات المسيرة تمثل تهديدًا متزايدًا للقوات الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن في يناير الماضي بهجوم نفذته طائرة انتحارية من طراز "شاهد" الإيراني، وهو الطراز ذاته الذي تستخدمه روسيا في الحرب ضد أوكرانيا.

وفي السياق ذاته، أفادت مجلة "نيوزويك" الأمريكية بأن عشرات الطائرات من طراز KC-135 Stratotanker غادرت قواعد تابعة لسلاح الجو الأمريكي عبر المحيط الأطلسي متجهة إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي القاعدة الرئيسية لقيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط. وأشارت المجلة إلى أن هذا الانتشار يمثل زيادة كبيرة في الجاهزية العسكرية الأمريكية في المنطقة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع إيران التي هددت بالرد على أي تحرك عسكري ضدها.

وتُستخدم طائرات KC-135 لدعم عمليات التزود بالوقود جوًا، ما يمنح القوات الأمريكية قدرة عالية على تنفيذ مهام طويلة المدى والاستجابة السريعة لأي تطورات ميدانية في الخليج أو البحر الأحمر أو مناطق أخرى من الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التحرك في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مفاجئة بين واشنطن وطهران، خاصة مع تعثر المفاوضات النووية واستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. ويرى مراقبون أن هذه التحركات تشير إلى استعدادات أمريكية لسيناريوهات تصعيد محتملة، لا سيما بعد ملاحظات مماثلة رُصدت قبيل اندلاع الصراع الأخير الذي استمر 12 يومًا وشمل إسرائيل وضربات أمريكية على البنية التحتية الإيرانية.

ويُنظر إلى نشر القوات والطائرات الأمريكية على أنه رسالة ردع قوية لطهران، تؤكد أن واشنطن مستعدة للتحرك بسرعة لحماية مصالحها وشركائها في المنطقة، وسط بيئة أمنية متقلبة قد تشهد تحولات مفاجئة في أي لحظة.