مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

المرصد الفلكي: المذنب ليمن يضيء سماء الإمارات ويقترب من الأرض في أكتوبر

نشر
الأمصار

في مشهد سماوي يخطف الأنظار، أعلن مرصد الختم الفلكي في دولة الإمارات العربية المتحدة عن رصد المذنب ليمن C/2025 A6 (Lemmon)، الذي بدأ يزداد لمعانه تدريجيًا خلال الأسابيع الماضية، حتى أصبح يمكن مشاهدته من المناطق المظلمة باستخدام المناظير الفلكية، بعد أن كان لا يُرى إلا من خلال التلسكوبات الكبيرة عند اكتشافه في 3 يناير الماضي.

وأوضح المرصد الإماراتي أن المذنب وصل حاليًا إلى القدر السادس من اللمعان، ومن المتوقع أن يزداد بريقه خلال الأسابيع المقبلة ليصل إلى القدر الثالث، وهو ما يجعل مشاهدته ممكنة بالعين المجردة من المناطق البعيدة عن الإضاءة الصناعية، لتكون هذه الظاهرة من أبرز الأحداث الفلكية المنتظرة في المنطقة خلال شهر أكتوبر الجاري، بحسب ما نقلت صحيفة الإمارات اليوم.

ويُشاهد المذنب حاليًا في الجهة الشرقية قبل الفجر، إلا أنه سيتحول مع اقترابه من الشمس إلى جرم سماوي مسائي يُرى في الجهة الغربية بعد غروب الشمس، بدءًا من 15 أكتوبر، في حدث ينتظره هواة الفلك والمصورون في أنحاء الإمارات والعالم العربي.

وقد وثّق مرصد الختم الفلكي هذه الظاهرة النادرة بعد التقاط 84 صورة متتالية للمذنب بين الساعة 04:10 و05:00 فجرًا بتوقيت الإمارات، واستُخدم خلالها تلسكوب كاسر بقطر 4 إنش مزود بكاميرا ملونة عالية الدقة ومرشح خاص للحد من التلوث الضوئي، ليتم إنتاج صورة نهائية بمدة تعريض إجمالية بلغت 42 دقيقة. 

وأظهرت الصورة المذنب بلون أخضر زمردي لامع، ناتج عن تأيّن جزيئات الكربون في نواته بفعل الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، بينما امتد ذيله المضيء عبر الإطار بشكل مدهش يعكس جمال المشهد الكوني.

من جانبه، صرّح المهندس محمد عودة، مدير مركز الفلك الدولي في أبوظبي، أن المذنب سيقترب من الأرض في 21 أكتوبر الجاري على مسافة تقارب 90 مليون كيلومتر، وهو ما يسمح بمتابعته بسهولة من خلال التلسكوبات الصغيرة.

 وأشار عودة إلى أن المذنب يدور حول الشمس مرة واحدة كل 1350 سنة، وسيبلغ أقرب نقطة له من الشمس في 8 نوفمبر المقبل، ما يجعل هذه المشاهدة فرصة نادرة لن تتكرر في حياة البشر المعاصرين.

وتُعد هذه الظاهرة الفلكية من أهم الأحداث المنتظرة في العالم العربي خلال العام الجاري، حيث ستمنح سماء الإمارات لوحة طبيعية ساحرة لعشاق الفضاء والمصورين الفلكيين، الذين يستعدون لتوثيق مرور المذنب في أفضل حالاته الضوئية، في مشهد يؤكد جمال الكون وغموضه، ويجدد شغف الإنسان باستكشاف أسرار السماء.