تراجع إيرادات النفط الروسية 20% مع صعود الروبل وضعف الأسعار

كشفت بيانات وزارة المالية الروسية عن انكماش إيرادات النفط المحولة إلى ميزانية الدولة بنسبة 20% في سبتمبر الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، متأثرة بانخفاض أسعار الخام العالمية وصعود قيمة الروبل، وهو ما يزيد من الضغوط على المالية العامة الروسية في ظل استمرار الإنفاق العسكري المرتفع على حرب أوكرانيا.
ووفقًا لتقديرات نقلتها وكالة "بلومبرغ"، بلغ إجمالي الضرائب والعوائد النفطية المحصلة 483.5 مليار روبل (نحو 5.9 مليار دولار) في سبتمبر، فيما تراجعت إيرادات النفط والغاز مجتمعة بنسبة أكبر وصلت إلى 25% عند 582.5 مليار روبل.
وتشكل عوائد قطاع الطاقة ما يقارب ربع ميزانية الدولة الروسية منذ بداية عام 2025، إلا أن استمرار الهبوط يثير مخاوف من تسجيل أدنى مستوى للإيرادات منذ أزمة جائحة كورونا عام 2020.
جاء هذا التراجع في ظل انخفاض أسعار خام الأورال الروسي الذي سجل في أغسطس متوسطًا قدره 57.55 دولارًا للبرميل، أي أقل بنحو 18% مقارنة بالعام الماضي، بينما فقد خام برنت العالمي حوالي 15% من قيمته في الفترة نفسها. كما تزامن الهبوط مع مخاوف متزايدة من تخمة وشيكة في المعروض، خصوصًا بعد إعلان تحالف "أوبك+"، الذي تُعد روسيا أحد أبرز أعضائه، زيادة الإنتاج، ما أثار قلقًا من تجاوز الإمدادات مستوى الطلب العالمي في 2026.

إلى جانب تراجع الأسعار، أسهمت قوة الروبل الروسي في تقليص الإيرادات المحققة بالعملة المحلية، حيث بلغ متوسط سعر الصرف في أغسطس نحو 80.15 روبل للدولار، أقوى بحوالي 10% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يعني أن الشركات النفطية تتلقى قيمة أقل عند تحويل إيراداتها بالدولار إلى الروبل.
وعلى أساس شهري، ارتفعت إيرادات النفط بنسبة 15% مقارنة بأغسطس، نتيجة تقليص الدعم الحكومي لشركات التكرير. فقد خصصت وزارة المالية الروسية في سبتمبر نحو 30.5 مليار روبل فقط لدعم أسعار وقود الطرق في السوق المحلية، وهو أدنى مستوى دعم منذ أكتوبر 2023، حين توقفت المدفوعات تمامًا.
ويرى خبراء أن استمرار الضغط على العوائد النفطية سيضع موسكو أمام تحديات مالية متزايدة في حال بقيت أسعار الخام منخفضة، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتنامي الحاجة إلى تمويل العجز في الميزانية.